السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أنصح صديقي، لكنه متكبر، وهو يعرف في قرارة نفسه أنه على خطأ، ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أنصح صديقي، لكنه متكبر، وهو يعرف في قرارة نفسه أنه على خطأ، ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Mourad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله أن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يعيننا وإياك على طاعته، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا.
إن الكبر داء خطير، يورد صاحبه الموارد، ويمنعه من قبول الحق، وهو السبب الذي طرد إبليس لأجله من رحمة الله، وهو أحد أسباب كفر وعناد مشركي أهل مكة، وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، فقال رجل يا رسول الله: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس) .
المتكبر ينظر للناس فيحتقرهم، وينسى أن الناس كذلك يحتقرونه، ولذلك قالوا التكبر مثل رجل صعد على مكان مرتفع ونظر للناس فوجدهم أقزاما صغارا، ونظر إليه الناس في علوه فوجوده صغيرا قصيرا، والمتكبر يشعر بخلل في نفسه وعقد فيحاول يعوض عن ذلك بالتعالي على الناس، فالكبر نقصان في العقل وسفاهة.
الصواب أن تستمر في إسداء النصح له، وتذكيره بالله، وذكره بفضل الله عليه، وبين له أن التكبر على الناس يورث عداوتهم ونفورهم، وهو قبل ذلك يغضب الله، وقد وعد سبحانه المتكبرين بالوبال والخسران، فقال تعالى: (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) [غافر:60].
يمكن أن يعاونك على نصحه من هم أكبر منه سنا وقدرا، واحرصوا على نصحه بعيدا عن الناس، واختاروا الألفاظ الفاضلة والأوقات المناسبة، وإذا خلوت به فذكره أن النار هي مثوى المتكبرين، وأن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، ولا تفاضل بين الناس إلا بالتقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) [الحجرات:13].
واذكر له قصص المتواضعين، وكيف أن الله رفع ذكرهم، ولقد أحسن من قال:
إن التواضع من خصال المتقي وبه التقي إلى المعالي يرتقي
المتكبر أخ للشيطان، فقد رأى ابن عمر رضي الله عنه رجلا يختال في مشيته ويجر إزاره، فقال: (إن للشيطان إخوانا ) .
وكيف يتكبر من خلق من نطفة ثم يصير جيفة؟! وهو الذي خرج من مخرج البول مرتين.
لا شك أن هذا الشاب صغير السن، والحياة مدرسة للتعليم والتأديب، فعليك أن تنبهه لفعل الله وانتقامه من المتكبرين.
نسأل الله لنا وله الهداية والصلاح، والله الموفق.