السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة غير متزوجة، أود ان أعرف القاعدة العامة للتعامل مع الناس، سواء الأقارب وغيرهم، أفيدوني جزاكم الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة غير متزوجة، أود ان أعرف القاعدة العامة للتعامل مع الناس، سواء الأقارب وغيرهم، أفيدوني جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه، فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: جزاك الله خيرا على هذا السؤال الطيب، فما أحوجنا الساعة أن نتعلم القواعد التي يجب علينا سلوكها في تعاملنا مع أهلنا وجيرانا وعامة الناس.
ثانيا: هناك حقوق -أختنا الكريمة- للأرحام والجيران وعامة الناس، وقد ذكرها -النبي صلى الله عليه وسلم- بقوله: "الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وهو أدنى الجيران حقا، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، فأما الذي له حق واحد: فجار مشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الذي له حقان: فجار مسلم، له حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق: فجار مسلم ذو رحم، له حق الإسلام، وحق الجوار، وحق الرحم". وعليه فأعلى الناس منزلة وآكد الناس حقوقا هم الأرحام.
ثالثا: الأرحام بالطبع ليسوا سواء، فالوالدان أعظم حقا من غيرهم، وقد أمر الله -عز وجل- ببرهم والإحسان إليهم، والنصوص في ذلك متظافرة وكثيرة.
ثالثا: هناك حقوق عامة لكل مسلم ذكرها -النبي صلى الله عليه وسلم- فقال: (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس)، وفي رواية أخرى: (حق المسلم على المسلم ست) قيل ما هن يا رسول الله: قال: (إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه". وهذه كلها حقوق عامة لكل المسلمين تكون مع الجيران آكد، ومع الأرحام أشد تأكيدا.
رابعا: بعد أن عرفنا درجات الحقوق، نذكر لك هنا القواعد المشتركة في التعامل مع جميع الناس:
1- ليس الواصل بالمكافئ: أول القواعد التي يجب معرفتها أن الوصل لا ينبغي أن يكون مكافأة، بمعنى من وصلني وصلته ومن قطعني قطعته، ولكن الواصل الحق هو الذي يصل من قطعه ويعطي من حرمه، ويحنو على من أغلظ عليه، ويسامح من أخطا في حقه، قال -صلى الله عليه وسلم-:" ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها".
2- ولا تستوي الحسنة ولا السيئة: القاعدة الثانية: أن الأصل رد الإساءة بالإحسان، والعفو والصفح عمن ظلم، وهذا هو الأقرب للتقوى، كما قال تعالى: وأن تعفوا أقرب للتقوى، ويقابل عفو الإنسان لأخيه الإنسان مغفرة الله -عز وجل- له، قال تعالى: "وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم"، بل جعل الله من صفات المتقين أهل الجنة: العفو عن الغير، قال تعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين"، وبين القرآن أن هذا المسلك يعود على صاحبه بالخير، فينقلب عدو الأمس إلى صديق وصاحب، قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".
3- لا يحل الاعتداء: يباح للمعتدى عليه أن يأخذ حقه، وأن ينتصر ممن ظلمه، ولكن لا يحل له الاعتداء، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون"، وقال أيضا: "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم".
نسأل الله أن يبارك فيك ويحفظك، والله الموفق.