أخاف من المسافات والخروج من البيت وأعاني من القولون، فكيف أتخلص من كل ذلك؟

0 137

السؤال

السلام عليكم.

أخاف الخروج من المنزل، وخاصة الذهاب إلى المجمعات التجارية، وذلك بسبب موقف حصل لي، وهو شعوري بضيق شديد في التنفس، فأصبحت بعدها ملازمة للبيت لمدة شهور، وسأكمل السنة، والغريب أنني كنت أخاف حتى من الذهاب إلى الجامعة؛ خوفا من الإصابة بضيق التنفس، ولما ذهبت لم يحدث شيئا، وكنت طبيعية جدا، ثم أصبحت أخاف من السفر بالسيارة لمسافات طويلة، ومقابلة الأهل، ولنفس السبب، ولكن لم يحدث شيئا.

انحصر خوفي في الذهاب إلى المجمعات التجارية، والأماكن البعيدة عن المنزل نوعا ما، علما أنني لم أستخدم أي علاج، وأجريت فحص فقر الدم، وكانت النتيجة سليمة -والحمد لله- وأشتكي من القولون منذ سنوات عدة، لكنني لا أستخدم أي علاج له، ولا لأعراضه، فقط منذ أسبوعين أشعر بغازات في البطن، وأيضا أعاني من الجيوب الأنفية، وأشعر بألم ووخزات بسيطة في الصدر، وأفكر كثيرا في الموت، فما الحل دكتور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها -الفاضلة الكريمة-: بصفة عامة لديك استعداد وقابلية لقلق المخاوف، والآن كل مخاوفك نستطيع أن نقول أنها قد انتهت، لكن بقي لديك خوف واحد، وهو الخوف من المجمعات التجارية، وهذا يمكن أن نعتبره نوعا مما يعرف برهاب الساحة، وهو الخوف من الأماكن المزدحمة، أو التي تكثر فيها الحركة، والإنسان يأتيه الشعور بأنه سوف يفقد السيطرة على الموقف، لذا يحدث هذا الخوف الظرفي والوقتي والمرتبط بمكان معين، وفي حالتك هو المجمعات التجارية.

والموقف الذي حدث لك فيما سبق، وكان هو الشرارة أو الرابط الذي أدى إلى هذه المخاوف، يظهر لي أن الذي حدث لك كان نوعا من نوبة الهرع أو الفزع، وهي بالفعل مخيفة، قلق حاد يحدث، مع ضيق شديد في التنفس، والبعض يأتيه شعور في ذات الوقت أنه سوف يفقد السيطرة على الموقف.

هذا هو التفسير لحالتك، وبعد ذلك وبفضل من الله تعالى تداركت الأمر، وبدأت في المواجهات، وتغلبت على الكثير من مخاوفك، أقول لك: المخاوف هي شعور شخصي، لا يراقبها بقية الناس، وما تتصورينه وتتخيلينه أن يحدث لك في هذه المواقف لن يحدث، لن تسقطي أرضا، لن تطيحي، لن تفقدي السيطرة على الموقف، هذا كله ليس صحيحا، والعلاج هو: المواجهة، والمواجهة تكون في الخيال ثم تكون في الواقع.

أقصد بالمواجهة في الخيال: أن تتصوري نفسك أنك في مجمع تجاري، وأنك تتجولين بين المحلات التجارية، وكانت معك أختك أو صديقتك، وبعد ذلك جلست وتناولت وجبة خفيفة في أحد هذه المجمعات، وهكذا، عيشي هذا التصور، ثم بعد ذلك طبقي، طبقي ولا تخافي، ولا تفزعي أبدا، الابتعاد والتجنب سوف يزيد من مخاوف، وربما يولد مخاوف جديدة أخرى.

وقد وجد أيضا أن تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدريجي، إذا طبقها الإنسان باستمرار، تساعد كثيرا في إجهاض هذا النوع من الخوف، فاحرصي على تطبيق هذه التمارين، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية القيام بهذه التمارين على الوجه الصحيح.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت لديك قابلية للقلق كما ذكرت لك، وأعراض القولون العصبي، وربما حتى الجيوب الأنفية ساعد فيها القلق، وقطعا ألم الصدر والوخزات التي تحسين بها ناتجة من انقباضات عضلية، وهذه الانقباضات أيضا هي نتيجة للقلق.

التفكير في الموت إذا كان تفكيرا إيجابيا هذا أمر جيد؛ لأن الإنسان يجب أن يعمل لما بعد الموت، لكن التفكير المرضي في الموت لا داعي له، فأنت في حفظ الله وفي كنف الله، واجتهدي وجاهدي في حياتك، وتوكلي على الله، واجعلي شعارك: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون} وليكن شعارك {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}، وضعي لنفسك خططا مستقبلية تديرين من خلالها حياتك بصورة إيجابية.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: حتى يتم القضاء تماما على هذه المخاوف، يفضل أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة المضادة لقلق المخاوف، وهي كثيرة، اذهبي إلى الطبيب النفسي أو حتى الطبيب العمومي بالمركز الصحي، ويمكن أن يصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وسوف يعطيك الدواء المناسب حسب عمرك، ولن تحتاجي للعلاج لمدة طويلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات