أرى أنني بعيد عن الله وأشعر أنني ممتلئ بالذنوب، فهل من نصيحة؟

0 265

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب جامعي، وبسبب كثرة اهتمامي بدراستي أرى أنني بعيد عن الله؛ مما جعلني أفعل أشياء تغضب الله عندما أخلو بنفسي كسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام الجنسية.

فأنا حاليا أشعر أني ممتلئ بالذنوب، فأرجو النصيحة والدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك في موقعك (إسلام ويب)، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: أشكر الله لك تدينك، ونسأل الله أن تكون أهلا لطاعته، وإنا نوصيك أن تحافظ على سلامة قلبك بكثرة المحاسبة؛ فكثرة المحاسبة طريق الصالحين، نسأل الله أن تكون كذلك وزيادة.

ثانيا: لا يخفى عليك -أخي الحبيب- أن سماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام الجنسية، أمر ينافي سلامة التدين، ويصرفك عن طاعة ربك، ويبعدك عن لذة العبادة بين يدي الله عز وجل.

ثالثا: من المعينات على ترك الحرام معرفة حكمه، وقد ابتليت -حفظك الله- بالأغاني، والأفلام الجنسية -عافاك الله منهما-، ولابد من معرفة أحكامهما؛ لأن هذا معين لك على التخلص من ضررهما.

أما الغناء -أخي الحبيب- فإذا كان مشتملا على آلة عزف ولهو (آلة موسيقى) فهو محرم، وقد حكى الإجماع على تحريم استماع آلات العزف ـ سوى الدف ـ جماعة من العلماء: منهم الإمام القرطبي، وأبو الطيب الطبري، وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي، وابن القيم، وابن حجر الهيتمي. واستدلوا بحديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخمر، والحر، والحرير، والمعازف) ولفظ (المعازف) عام يشمل جميع آلات اللهو.

فأما الضرب بالدف، فالصحيح جوازه للنساء في الأعياد والأعراس، شريطة أن يكون الكلام المصاحب له حسن المعنى، وغير فاحش، ولا مهيج للغرائز، وأن يكون مقتصرا على النساء.

وأما الأفلام الجنسية فحرمتها ظاهرة واضحة، وأفحش ما فيها أنها تصرفك عن الفطرة السليمة، وقد تصاحب الشاب طيلة عمره إذا لم يردعها برادع قوي ومتين، بل لا نخفي سرا أن كثيرا من الشباب ممن أدمن على هذا المحرم لم يستطع أن يتعايش مع زوجه، وقد حدث طلاقات كثيرة بسبب هذه الآفة المحرمة.

رابعا: حتى تتغلب على هذين المحرمين ننصحك أخي بما يلي:

1- زيادة التدين عن طريق الصلاة (الفرائض والنوافل) والأذكار، وصلاة الليل، وكثرة التذلل لله عز وجل. واعلم أن الشهوة لا تقوى إلا في غياب المحافظة على الصلاة، قال الله: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات}، فكل من اتبع الشهوة يعلم –قطعا- أنه ابتعد عن الصلاة كما ينبغي، وبالعكس فكل من اتبع الصلاة وحافظ عليها وأداها كما أمره الله، أعانه الله علي شهوته.

2- اجتهد في الإكثار من الصيام؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

3- ابتعد عن الفراغ عن طريق شغل كل أوقاتك بالعلم أو المذاكرة أو ممارسة نوع من أنواع الرياضة، فالمهم أن لا تسلم نفسك للفراغ مطلقا، وأن تتجنب البقاء وحدك فترات طويلة.

4- ابتعد عن كل المثيرات التي تثيرك. واعلم أن المثيرات سواء البصرية عن طريق الأفلام، أو السماعية عن طريق المحادثات، أو أيا من تلك الوسائل، لا تطفئ الشهوة بل تزيدها سعارا.

5- ننصحك باختيار الأصدقاء بعناية تامة؛ فإن المرء قوي بإخوانه، ضعيف بنفسه، والذئب يأكل من الغنم القاصية. فاجتهد في التعرف على إخوة صالحين، واجتهد أن تقضى معهم أوقاتا أكثر في الطاعة والعبادة والعمل المجتمعي.

6 - تجنب أخي الحبيب أن تجلس وحدك مطلقا، ولا تذهب إلي حاسوبك إلا والباب مفتوح تماما، ولا تخلد إلي النوم إلا وأنت مرهق تماما.

7 - أكثر من الدعاء بأن يصرف الله عنك الشر، وأن يقوي إيمانك، وأن يحفظك ويحفظ أهلك من كل مكروه.

نسأل الله أن يغفر لك، وأن يسترك في الدنيا والآخرة، ونسأله أن يعفو عنك وأن يستر عليك، وأن يصرف عنك هذا الداء، وأن يرزقك نعيم الدنيا ونعيم الآخرة.

والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات