السؤال
السلام عليكم
أنا صاحب الاستشارات (2263347)، و(2260665)، أشكرك جدا، د. أحمد المحمدي، لكن أود الاستفسار عن أشياء أخرى، وجزاكم الله خيرا.
لقد قلت لي في أول استشارة: إن الكراهية يمكن أن يكون منشؤها الغرور بالطاعة، أو الحقد والحسد، فأريد أن أعلم أكثر عن هذا الموضوع، حتى أرى هل هو عندي أم لا؟
الحديث الذي في ثاني استشارة، والذي يتكلم عن الرجل الذي دخل النار بسبب ظنه برجل أنه سيدخل النار وأخبره بذلك، هل هذا ينطبق على حالتي؟
أنا لا أعير أحدا بشيء، ولا أتكلم عنه، بل الموضوع متعلق بأول إحساس يحدث في قلبي، فهل أنا مثله؟ أي أني حكمت على الناس بالسوء فأصبح مثله؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AMR حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتكرار تواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
- المقصود بغرور الطاعة أن يرى العبد نفسه في نفسه، بمعنى أن ينظر إلى نفسه من باب الطاعة فيعظم حاله ويستصغر حال غيره، ويرى من داخله أنه أحق بمرضاة الله من غيره، وأن الآخرين أحق بعذاب الله لسعيهم إليهم، غرور الطاعة أن يعتمد العبد على طاعته لا على ربه، وأن يوكل عمله إلى جهده لا إلى توفيق الله له، فما وفقك الله أيها المبارك الفاضل إلى طاعة الله إلا الله، ولا حببك فيها وأعانك عليها إلا هو.
لذلك كان من دعاء بعض الصالحين :"إلهي كيف أشكرك وشكرك يحتاج مني إلى شكرك" ذلك أن الله هو الموفق للطاعة.
أهل الصلاح يعملون ويجدون ويجتهدون، ويبذلون ويخافون ألا يتقبل الله منهم، نسأل الله أن تكون منهم أخانا الكريم.
-إنا نرجو ألا ينطبق الحديث عليك، فأنت لم تتأل على الله في شيء، ولكنا نبين لك خطورة هذا المسلك إذا تنامى، ونرى ونتفاءل أنه لن يتنامى فيك، نظرا لشدة حرصك على السؤال والتعلم.
نسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يعينك على طاعة الله عز وجل، وأن يجعلك من الصالحين الأتقياء الأنقياء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وبالله التوفيق.