الطموح الزائد لكن دون تحديد هدف

0 516

السؤال

لقد تخرجت منذ سنة، وأنا أعمل الآن مدرسة في إحدى المدارس، وقد مضى على وظيفتي هذه سنة كاملة، ولكني حتى الآن لا أشعر بأني حققت ما بداخلي.

في الحقيقة، المشكلة هي أنني لا أعلم ما أريد (هدفي)، أحس بأن بداخلي طاقة أريد أن أفرغها، وبأن لدي الكثير لأقوم به، ولكني لا أعلم ما هو حتى أحققه وأسعى إليه!.

أحس بأن مجال التدريس في المدارس لا يناسبني؛ فأنا أطمح بمستوى أعلى من ذلك؛ ففكرت أن أكمل دراساتي العليا في التربية، ثم قلت: وما الجدوى من ذلك! فأنا أنثى، ومن أسرة محافظة، ولا أستطيع أن أعمل بأي مكان، ثم إني إن حصلت على شهادة عالية في التربية، فماذا سأفعل بها؟ سأعمل في نفس المجال (مدرسة في مدرسة، أو مديرة، أو وكيلة) وهذا ما لا أريده.

أنا في حيرة! لا أعرف ما أريد أن أحققه!.

ساعدوني، جزاكم الله ألف خير.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عابرة سبيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الفاضلة -حفظك الله ورعاك- لما قرأت مشكلتك عرفت من خلالها أنك تريدين أن تحققي النجاح وتصعدي سلم المجد، ولكن تشتت الأفكار في ذهنك، وهذا ما جعلك تحتارين في أمرك، ولا تعرفين السبيل للخروج من هذا المأزق، وأقول لك: اعلمي أنه كلما كان هدفك في هذه الحياة واضحا بالنسبة لك وكلما كنت مؤمنة بقدراتك، وكلما كنت ملتزمة بها ومثابرة عليها كلما استطعت أن تحققي النجاح بإذن الله تعالى، إذن هدفك أختي يتحقق لديك ثلاث مرات:

1- المرة الأولى وأنت ترينه يتحقق أمام ناظريك وأنت تحلمي في خيالك.

2- المرة الثانية عندما تكتبيه وترسميه على الورق.

3- المرة الثالثة عندما تحققيه فعلا.

وكلما حققت هدفك كلما زاد حماسك.

فاعملي جاهدة على تحقيق هدفك، فما أستحق أن يعيش من عاش دون هدف؛ لأنه يكون جاهلا بحكمة الله في خلقه؛ [ لأننا خلقنا للعبادة والعمل ]، حاولي أن تضعي أولوياتك، وارسمي خطتك، وحققي هدفك، وارسمي صورة واضحة في ذهنك تستطيعي أن تحققي مزيدا من الحماس ومزيدا من التميز.

وأنصحك أختي الفاضلة أن توطدي علاقتك بالله عز وجل حتى تكون لديك طاقة إيمانية، والزمي دائما الذكر والدعاء والاستغفار، واسمعي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).

واحذري أختي لصوص الطاقة الذين يسلبون منك حب النجاح وحب العمل وحب الترقي والصعود إلى المجد، ومن أنواع اللصوص لص تشتت الذهن الذي تعانين منه، وعدم حضور الذهن يعني أنك لا تنتبهي، فحاولي أن تحصري قواك الذهنية، واكتبي مشكلتك على ورقة، واسأل نفسك أسئلة صريحة، وحاولي أن تكتبي البدائل والحلول لهذه المشكلة، وتطبيقها على أرض الواقع، ولا تشغلي نفسك بما ليس مفيد لك، وتذكري دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها) فلماذا هذا التفكير والحيرة؟ استخيري الله تعالى قبل أن تقدمي على أي عمل، وإذا اطمئننت له فتوكلي على الله، ولا تيأسي، والمؤمن كالغيث أينما وقع نفع.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات