أرجو نصائح للتركيز على المذاكرة والنجاح

0 228

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، كنت أمارس العادة السرية، والحمد لله توقفت عنها منذ أسبوع، وكنت أفعلها بإفراط، فأنا لا أعرف كيف أذاكر، ولا أهتم بدروسي، والامتحانات قد قربت، وأنا لم أذاكر!

أرجو النصائح للبعد عن العادة السرية، ونصائح للمذاكرة.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nono حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه، فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: نحمد الله إليك أن هداك للحق، وصرف عنك طرق الغواية، ونسأل الله أن يثبك على الطاعة، وأن يقيك شر نفسك وشر الشيطان.

ثانيا: من الطبيعي –أخي- أن يقل تركيزك، وأن يقل تحصيلك العلمي، بل وأن تتأخر درجات استيعابك ما دمت تعب من هذا الشر عبا؛ فالعادة –أخي- لا تروي الظمأ، ولا تشبع الحاجة، بل على العكس تماما، تذهب التركيز إلا فيها، وتعيق الفهم إلا عنها، وتضعف صحتك، فلا تقوى على شيء دونها، وهذا يصل بك إلى بدن نحيل، وعقل هزيل، وأهم من هذا تدين رقيق، وإذا كنت جادا في النجاة، فاجتهد في الإسراع من الخروج من تلك البوتقة، واستعن بالله على أمورك، واعلم أن الله معينك ما دمت متمسكا به حريصا على طاعته.

ثالثا: دعنا نذكرك بما ينبغي عليك فعله لتتغلب -إن شاء الله- على هذه الآفة المدمرة:

1- الثقة بالنفس، والتأكيد على أنك قادر -بإذن الله- على تجاوز هذه المرحلة بيسر وسهولة، والاقتناع الذاتي أمر بالغ الأهمية، وما لم يتم الاقتناع الداخلي، فإن العلاج سيكون ناقصا غير كامل.

2- الاجتهاد في زيادة معدل التدين: عن طريق وضع خطط عملية لك، مع التأكيد على الاهتمام بالصلاة، فقد ذكر أهل العلم أن الشهوة لا تقوى إلا في غياب المحافظة على الصلاة، واستدلوا على ذلك بقول الله: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات}، فكل من اتبع الشهوة يعلم قطعا أنه ابتعد عن الصلاة كما ينبغي، وبالعكس، كل من اتبع الصلاة وحافظ عليها وأداها كما أمره الله أعانه الله على شهوته.

3- الاجتهاد في الإكثار من الصيام، مع شغل العقل بكل ما هو نافع؛ حتى لا تقضي اليوم تفكر في الشهوة وأنت صائم.

4- إياك والفراغ، إياك والفراغ، إياك والفراغ، هذا هو المدمر الحقيقي والشاغل الأكثر خطرا، فاحذر منه، وابتعد عنه عن طريق شغل كل أوقاتك بالعلم أو المذاكرة أو ممارسة نوع من أنواع الرياضة، المهم ألا تسلم نفسك للفراغ مطلقا، وأن تتجنب البقاء وحدك فترات طويلة.

5- ابتعد عن كل المثيرات التي تثيرك، واعلم أن المثيرات سواء البصرية أو السمعية أو مجرد التفكير فيها أو أيا من تلك الوسائل؛ لا يطفئ الشهوة، بل يزيدها سعارا.

6- ننصحك باختيار الأصدقاء بعناية تامة؛ فإن المرء قوي بإخوانه، ضعيف بنفسه، والذئب يأكل من الغنم القاصية، فاجتهد في التعرف على أخوة صالحين، واجتهد أن تقضى معهم أوقاتا أكثر في الطاعة والعبادة والعمل المجتمعي.

7- تجنب ما استطعت الجلوس وحدك، ولا تخلد إلى النوم إلا وأنت مرهق تماما.

8- كثرة الدعاء أن يصرف الله عنك الشر، وأن يقوي إيمانك، وأن يحفظك ويحفظ أهلك من كل مكروه، والله المستعان.

رابعا: أما نصائحنا لك في المذاكرة، فهي كالتالي:

1- استعن بالله ولا تعجز، واعلم أنك إن أحسنت النية أن تخدم بهذا العلم أمتك ودينك، فأنت في عبادة وطاعة.

2- استغل الصباح في التحصيل؛ فإن المذاكرة المبكرة تجعلك على وعي تام بما تحصله من معلومات.

3- اجتهد في وضع جدول دراسي لك يعنى بترتيب المواد وتقسيمها على أيام الأسبوع، واحرص أن يكون بين كل مادة ومادة فترة بسيطة للشراب أو القيام أو الجلوس على ألا يكون طويلا.

4- تنظيم الأوقات والدراسة المبكرة، والاستعداد الجيد للامتحان يخفف عنك كثيرا من القلق والاضطراب من الامتحان.

5- من الجيد أن تجعل لكل ما تنتهي من قراءته موجزا أو مختصرا بسيطا بجواره في الكتاب أو في ورقة توضع في الكتاب؛ حتى إذا عدت إليه مرة أخرى قرأت المختصر، فاستذكرت المادة.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يجعل عاقبة أمرك إلى خير، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات