السؤال
السلام عليكم.
والدي -غفر الله له- يقوم بفتح بعض الأفلام عند تواجدنا عنده، وفيها منكرات من موسيقى، ونساء، وغيره، وأخاف إن نصحته أو كلمته بإغلاق التلفاز من غضبه، حيث إنه -حفظه الله- شديد الغضب، فما التعامل الصحيح معه؟
علما أني قد حاولت عدة مرات أن أخفض الأصوات أو تغيير القناة لكن والدي عنده قناعة أن هذا تشدد، وأن الحياة ساعة وساعة!، على الرغم أن والدي -ولله الحمد- من المحافظين على الصلاة وفعل الخير.
سؤالي الثاني:
أعيش في مدينة مع والدي، ولدي وظيفة ممتازة -الحمد الله- لكنها في غير مجال تخصصي الذي تعبت فيه سنوات. وقد جاءتني فرص في مدن أخرى أفضل بكثير لكن لم أذهب لها؛ لرغبة والدي، على الرغم أني لم أرتح في المدينة التي أسكن بها لا أنا ولا أسرتي، وكذلك أرى في البعد تجنبا للمشاكل، وتدخلات الأهل الكثيرة في حياتي الزوجية، فأنا لم أنعم بالاستقرار منذ أن سكنت بمدينة الأهل. فما التصرف الصحيح؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: شكر الله لك حسن أدبك مع أبيك، وحرصك على بره، وتوددك إليه، وهذا –أخي- يدل على خير أنت فيه، نسأل الله أن تكون كذلك وزيادة.
ثانيا: من نعمة الله عليك أن والدك يصلي، وهذا أمر عظيم، نسأل الله أن يثبته على طاعته حتى يلقاه، بيد أن التعامل الأمثل مع الوالد -أخي الحبيب- لا يكون بإغلاق المنكر بقدر ما يكون بتوجيه الرائي، فإنه متى ما اقتنع سهل عليك وعليه الأمر، وسيتخذ ساعتها القرار الذي يرضي الله عز وجل؛ لذا نوصيك بأن تصل إليه تلك المعلومات عن طريق غير مباشر، عن طريق شيخ المسجد الذي يصلي فيه، أو الصديق الوفي التقي الذي يستمع منه ويجلس إليه، بهذا الطريق تستطيع أن تصل إلى ما تريد، وساعتها تكون قد أديت ما عليك.
ثالثا: إننا ننصحك -أخي الحبيب- بالاجتهاد قدر الطاقة أن تكون بجوار والديك، وأن تسعد نفسك ببرهم، ما دامت الأمور متحملة، فقد قال بعض أهل العلم: (إن من دلائل الحرمان أن يحرم العبد بركة رزق والده وهو قادر على ذلك) هو الآن بجوارك، وغدا راحل عنك؛ فاجتهد في بره مع الإحسان إليه، نسأل الله أن يحفظهم لك، وأن يعينك على برهم.
والله المستعان.