شاب يريد الزواج من مطلقة وأمه ترفض ذلك

0 502

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!

بعد التحية، فأنا شاب حديث التخرج، أعلنت لأحبابي أني أريد أن أرتبط بشريكة لحياتي؛ فأخبرني أحد أحب إخواني إلى قلبي أن هناك أختا يراها مناسبة لي، وهذه الأخت أنا أعرف أهلها جيدا؛ فأبوها من رجال الدعوة الإسلامية المباركة، وتربطني به علاقة أبوة (فهو بالنسبة لي أبي بعد أبي) وأمها من النساء الفضليات القانتات.

المشكل في هذا الموضوع أن هذه الفتاة قد مرت بتجربة قاسية مع زوج سابق نتج عنه ولد عمره 4 أشهر، وهذا الزوج السابق هو من أصدقائي، وهو قد تزوج أخرى منذ يومين، صديقي المشير قال أن في هذه الفتاة جميع المواصفات التي أريدها وأتمناها: من العاطفية، إلى الهدوء، إلى الجمال الروحي والوجهي، إلى حبي لأبيها وأهلها، ونسيت أن أقول لك أنها تبلغ من العمر 21 عاما، فهي أصغر مني بثلاث سنوات.

سيدي! أمي تقول لي: أنت مازلت فتى، ولماذا لا تتزوج بكرا تلاعبها وتلاعبك؟ وحين أقول لها: "أنا - يا أمي - لقيت التي أنا أريدها، ولا أضمن أن ألقى ثانية" تقول لي: "لا تستعجل" ونسيت أن أقول لك: أني وحيد أمي، مع بنتين، وقد تزوجتا والحمد لله، وقد تحملت أمي في سبيل تربيتي شدائد كبيرة، جزاها الله عني كل خير!

أخي الحبيب! هل هناك مشكلة في أن أتزوج من فتاة تزوجت قبل ذلك؟ مع العلم أن زواجها لم يدم سوى 8 أشهر، ولم يكن لها ذنب في إفشاله! وأتساءل أيضا: هل سأجد من تناسبني إن أنا رفضت هدية القدر لي، واستسلمت لكلام أمي - حفظها الله -؟

أخي الحبيب! أنا لا أترك يوما إلا وأصلي الاستخارة على هذه الفتاة!
أخي! أنا أعيش في مشغلة نفسية، أرجو أن أجد عندك ما يريحني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ مصطفى حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقك رضا هذه الأم، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن رسولنا عليه صلوات الله وسلامه لم يتزوج بكرا سوى عائشة رضي الله عنها، فليس هناك مشكلة في الارتباط بفتاة مطلقة أو أرملة، فالعبرة بالرضا والتوافق النفسي، وقبل ذلك بصلاح الدين وكمال الأخلاق.

ولكني أوصيك بالوالدة خيرا، فإن رضاها من رضا الله، وكلامها أيضا له وجاهته، بل لعلها رددت لك وصية النبي صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله رضي الله عنه حين قال له، وقد تزوج ثيبا: (هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك) وقد كان لجابر رضي الله عنه مبرراته التي دفعته لاختيار الثيب؛ لتقوم على رعاية أخواته وقد كن أيتاما.

ولابد من الحرص على رضا الوالدة وموافقتها، خاصة وأنت وحيدها وحبيبها، وفي هذه الحالة إذا كانت الوالدة غير راضية فسوف تكون الموازنة في غاية الصعوبة؛ لأن الغيرة تكون شديدة بين الوالدة وبين الزوجة التي جاءت لتشاركها في حب ولدها الوحيد وتقاسمها ما في جيبه، وإذا لم تجد الأنسب التي تجمع مع صلاح الدين ورضا والدتك، فأرجو أن تشجع الوالدة على زيارة أسرة الفتاة، وسوف تتغير نظرتها بإذن الله إذا كانت تلك الفتاة كما وصفت، وكانت أسرتها من أهل الدين والصلاح، واجتهد في التوجه إلى الله، وشاور إخوانك، واستعن بأخواتك على إقناع الوالدة، ولعلها تخاف من كلام الناس أو تظن أن تلك الفتاة ربما طلقت لسبب أو آخر، وهذه الأوهام سوف تزول بالأخذ والرد ومشاهدة المرأة.

وخلاصة القول: فليس في الشريعة ما يمنع من زواج المطلقات، بل ربما كن في زماننا أيسر مهرا وأرضى بالقليل، ولكني أنصحك بعدم التقدم خطوات إلا بعد موافقة الوالدة، وما من إنسان رغب في إرضاء والديه إلا كان التوفيق حليفه والنجاح مصيره.

وأرجو أن يوفقك الله للخير، وأن يرضيك به، وقد فعلت ما عليك، فاستخرت الخالق سبحانه، وشاورت من تظن بهم الصلاح من المخلوقين، فعليك بتقوى الله وطاعته، والتوكل عليه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

نسأل أن يوفقك لما فيه الخير وأن يرضيك به.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات