لي صديق عزيز، وأخاف أن تكون محبته لي من أجل مصلحة، كيف أعرف ذلك؟

0 215

السؤال

السلام عليكم

لدي صديق عزيز، كان منحرفا، لكني ساعدت في تغييره 180 درجة إلى الخير، وبيننا علاقة محبة كبيرة جدا.

كيف أعرف أن المحبة من طرفه ليست لأجل مصلحة؟ لأن هذا السؤال يؤرقني جدا.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه.

أولا: الأخ الحبيب، جميل أن يكون لك صديق تفيء إليه، وتحضه على الطاعة، وتخصه بمزيد عناية، وتساعده عند الزلل، وتقويه عند الضعف، وهذا لك فيه أجر عظيم، ويكفيك فيه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فو الله لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)، وإنا نسأل الله أن يكتب لك هذا الأجر كاملا.

ثانيا: من أساليب الشيطان في صرف الناس بعضهم عن بعض تحميل الأمور ما لا تحتمل، أو إظهار معايب الأخ لأخيه، أو إيهام أحدهما أن صاحبه يحبه لأجل مصلحة ما، وهذا لأجل أن يصرف الناس عن بعضهم، والمؤمن الحق هو من يعمل ويبذل ويعطي ولا ينتظر ممدحة أحد، كما لا يتأثر بمذمة من أحسن إليه؛ ذلك لأنه مراقب لله -عز وجل-، منتظر أجره منه -جل شأنه-.

ثالثا: المصالح في حد ذاتها ليست سبة يعير بها أخوك، بل يجب إن كانت حاجته عندك أن تحمد الله على ذلك، وأن تتذكر -وأنت تعطيها له- حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)، و(الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). وقد روي كذلك: (من سعى في حاجة أخيه المسلم ، قضيت أو لم تقض، غفر له ما تقدم من ذنبه، وكتب له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق).

رابعا: إننا نريدك أن تحمل تصرفاته وأفعاله على المحمل الأحسن، ولا يمنعك عطاء فعلته فلم تجد عنه ممدحة أن تتركه لغيرك، فإن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج المسلمين، يعطيهم الله ما أعطوا الناس، فإن منعوا عطاءاتهم عن الناس منع الله عطاءه عنهم.

نسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يجعل حاجة الناس إليك وحاجتك أنت لربك، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات