أعاني من تعرق غزير من اليدين والقدمين واحمرار في الوجه

0 284

السؤال

السلام عليكم

أعاني من تعرق غزير من اليدين والقدمين، واحمرار في الوجه في بعض الحالات الاجتماعية، وفي بعض الحالات تورم اليدين والقدمين والكوع وجفن العينين والركبتين.

عند استشارة طبيب حساسية كان تشخيصه أني أعاني من فرط نشاط في عقد العصب السمبثاوي، وعند الكشف بالسماعة عند المجهود قال: أعاني من دقات قلب زائدة عن المعدل الطبيعي!

هل يحتاج مثل هذا التشخيص إلى تحاليل؟ وهل يوجد فرق بيني وبين الشخص الطبيعي في رد الفعل والانفعال؟ وهل لمريض العصب السمبثاوي رد فعل أسرع من الشخص الطبيعي؟ وهل يحتاج مثل هذ المرض -إن صح- إلى علاج؟ علما أنه نصح بأخذ "اتاراكس" 25 جرام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

أخي الكريم: هذا الطبيب – جزاه الله خيرا – حاول أن يشرح لك الظاهرة الفسيولوجية التي تفسر التعرق بشكل كبير في يديك والقدمين، وكذلك احمرار الوجه، وتفسيره تفسيرا جيدا، لكني لا أريدك أن تأخذه كأنك أنت الوحيد الذي لديه هذه المشكلة.

الناس تتفاوت كثيرا في استجابة الجهاز العصبي والإرادي واللاإرادي لظواهر التعرق واحمرار الوجه، وزيادة إفراز مادة الأدرينالين (adrenaline) أو نقصها، فالعملية متفاوتة ما بين الناس، والإنسان حين يتعرض لموقف معين قد تزيد عنده هذه الأعراض خاصة تسارع ضربات القلب، فهي عملية فسيولوجية طبيعية جدا، يحضر القلب فيها الجسم ليستقبل كميات أكبر من الدم؛ لأن الدم يحمل الأكسجين، والأكسجين مطلوب لزيادة فعلية العضلات، ونسبة لوجود أوعية دموية سطحية في الوجه يظهر الاحمرار.

أخي الكريم: العملية عملية فسيولوجية، طبيعية جدا، لا تجهد نفسك أبدا في مراقبة ذاتك أو الانشغال بها، وقطعا سوف تستفيد كثيرا من ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء.

هل يحتاج مثل هذا التشخيص إلى تحاليل؟ لا، ليس هنالك أي حاجة لأي تحاليل لتأكيد مثل هذا التشخيص، وهل يوجد فرق بينك وبين الشخص الطبيعي في رد الفعل والانفعال؟ لا يوجد أي فرق، لكن أنت ربما تكون من النوع الذي يستجيب جسمه بصورة مبالغة نسبيا، لكن هذا أيضا لا نعتبره خارج النمط الطبيعي.

هل لمريض العصب السمبثاوي رد فعل أسرع من الشخص الآخر؟ لا يوجد مرض يسمى العصب السمبثاوي، إنما هو نوع من الفعالية الذاتية نسبيا أو المبالغ فيه فيما يتعلق بالجهاز العصبي اللاإرادي، فأنت لست مريضا حقيقة فالأمر يأتي في نطاق ما هو طبيعي، وإن كان هنالك مبالغة في رد الفعل والانفعال.

هل يحتاج مثل هذا المريض – إن صح – إلى علاج؟ علما أنه نصح أن يتناول الأتاركس؟ أقول: كما ذكرت لك ممارسة الرياضة، تمارين الاسترخاء، الإكثار من المواجهات الاجتماعية، كل هذا يفيد في مثل هذه الحالة.

أما العقار المعروف تجاريا باسم (أتراكس Atarax) والذي يعرف علميا باسم (هايدروكسين Hydroxzine) فهو من الأدوية التي تساعد في تقليل القلق والتوترات، وهو يحسن النوم، وكذلك قطعا يساعد على تقليل التعرق الناتج من زيادة في فعالية الجهاز العصبي اللاإرادي، فهو جيد، لكن يفضل أن تتناوله ليلا وليس نهارا، لأنه دواء استرخائي، وقد يؤدي إلى شيء من النعاس، وإن حدث لك شيء من الجفاف البسيط في الفم في الأيام الأولى فلا تنزعج لذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات