أبحث عن إشباع عاطفي غير جنسي، فما السبيل؟

0 317

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نشكر لكم جهودكم.

أنا سيدة عمري 21 سنة، متزوجة، وأم لطفل، وذكرت ذلك في استشارات سابقة، مشكلتي والله أعلم أنها نفسية، قد تكون مضحكة لكم ولكنها مبكية جدا لي.

اكتشفت أنني مريضة نفسيا، فأنا لا أتأقلم مع المحيطين بي سواء زوجي أو أهل أو صديقاتي، وأحب العزلة كثيرا، أبكي كثيرا بسبب أو بدون سبب، أشعر بضيقة في صدري، وأدعو ربي أن تمر حياتي بخير، فاشلة في كل شيء حتى في حياتي الزوجية، تعلمت القرآن وحفظته كاملا، وكنت مرتاحة قليلا إلا أن زواجي أبعدني عن هذا الجو الإيماني، فازدادت معاناتي، وأشعر بحرقة في قلبي؛ لأن صديقاتي أصبحن عالمات في الدين، وأنا لم يحبني الله وكنت مع الغاوين، وحتى أنني لا أرغب في التحفيظ، ولا أريد غير العزلة والبكاء، -الحمد لله- مواظبة على صلاة الفريضة والنافلة.

أحب أن يتغزل بي كل من يراني، أحب التخاطب مع الرجال، مع كرهي الشديد للجنس، أحب أن يمتدحني الرجال، وقد كانت لي علاقات سابقة مع الشباب في النت، لكنها لا تتعدى الرسائل فقط، حيث آخذ حاجتي من الكلام الجميل والغزل وأتركهم، أما الآن ليس عندي أية علاقة، مع أن رغبتي تدفعني في التفكير في ذلك، إلا أن الله يمن علي وأمتنع، حساسة جدا بشكل مزعج، ومتعبة جدا، أتمنى أن تفيدوني وتنصحوني بشكل لطيف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يشفيك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك الآمال، ونذكرك بأن رعاية طفلك والاهتمام بزوجك من صالح الأعمال، بل هي مما يوصل إلى جنة الكبير المتعال، فابتعدي عن التواصل مع الفساق الجهال، وأقبلي على زوجك الحلال، ونسأل الله أن يطيل في طاعته لنا ولكم الأعمال، ونتمنى أن تقومي بقراءة الرقية الشرعية، وتذكري ما في زوجك من الصفات الإيجابية، ولا تركزي على الجوانب السلبية، وانظري إلى من هم أسفل منك في كافة الأشياء الدنيوية، حتى لا تزدري نعم رب البرية، وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزنك، ولن ينال منك إلا إذا قدر رب البرية.

وأرجو أن لا تعزلي نفسك، وخالطي الصالحات، وتوجهي لرب الأرض والسموات، وأكثري من فعل الحسنات، ونسأل الله أن يوفقك ويرفعك عنده درجات، ولا يخفى على أمثالك أن الدخول إلى الأجواء الإيمانية يتطلب البعد عن المعاصي، وخاصة البعد عن التواصل مع الشباب، فلا تفتني الشباب ولا تفتني نفسك، وتذكري أن الله يمهل ولكنه لا يهمل، وابحثي لنفسك عن هوايات نافعة، واجتهدي في مراجعة القرآن، واعلمي إنه جليس لا يمل، وصاحب لا يغش، وما جالس أحد القرآن إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى، ونقصان من عمى وجهالة وضلالة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالإقبال على زوجك وسماع الجميل منه، وننصح بتضخيم ما فيه من الإيجابيات، وخالفي هواك فإن الأمر كما قال الشاعر:
إن الهوان هو الهوى قلب اسمه فإذا هويت فقد لقيت هوانا

والفلاح في مخالفة الهوى والشيطان، ولا تحملي أوزار الآخرين، فإن ما تفكرين فيه سوف يتسبب في إلحاق الضرر، ولا يفيدك شيئا، واعلمي أن سمعتك غالية، بل هي كالثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس، ونتمنى أن لا تعرضي نفسك للفتن، وسعدنا بتواصلك، ونفرح أكثر بتوبتك، ونسأل الله أن يعيد لك عافيتك، وأن يصلح نيتك وذريتك، وأن يصلح أحوالك وشأنك.

مواد ذات صلة

الاستشارات