السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما يعجبني في موقعكم هو ردكم بطريقة تريح السائل، لهذا أحببت أن أستشيركم في مشكلتي.
أنا فتاة بعمر 23 سنة، تعرفت على شخص كان زميلي في الدراسة، كان بيننا الاحترام، ورغب في خطبتي، لكن ظروف المعيشة الصعبة لم تتح له الفرصة، خاصة بما عليه من مسؤوليات في منزلهم، ومن دون سابق إنذار، انسحب من حياتي كاملة في تلك الفترة، لم أستطع كتمان الوجع الذي بداخلي، وتألمت كثيرا، ولم أترك من ذلك الحين الدعاء له، وأصبح الدعاء عادة لي، وأصبحت أبحث عن الدعاء المستجاب، والتقرب من الله بالصدقات.
ولو لم أرتح لكم لما بحت لكم بسري، فقد كنت أدعو الله دائما، وراجية منه أن يعفو عني وعنه وعن أهله، ويبعده عن الحرام، وأن يكسبه المال الحلال، كل ما تمنيته أن أعيش معه تحت سقف واحد، وأكون أنا قرة عينه وصاحبته في الجنة، ورحمة مطيعة له ولأسرته بما أستطيع عمله وتقديمه، وبالدعاء رحلت عني مشاعر الكره والحقد الذي بدأت تظهر في بداية الأمر.
بعد مرور سنة عاود الاتصال بي، وطلب مني أن أسامحه، وأنه ارتاح من بعض المسؤوليات التي كانت على عاتقه، وأنه في مشاكل في عمله، وكنت أدعو الله له بالخير، وهذا العمل لم يستمر طويلا، وتركه، وانسحب من حياتي تماما، ولم يعد منذ ذلك الحين.
أنا لم أترك الدعاء، ولم أكن حاقدة عليه يوما ما، وفي كل صلاة أدعو الله أن يهديه، أن يكون زوجي، أن يتقرب إلى الله، أن يغفر الله ذنوبه، فوالله أنا أدعو له بكل ما هو خير له.
في الآونة الأخيرة سمعت أنه يتحدث مع فتاة أخرى، شعرت بالاشمئزاز لعدة أيام، لكنني توكلت على الله، واستمررت في الدعاء، وأصبحت أقول: إن كان خيرا فقربه مني، وسخرني للدعاء له، وإن كان شرا، فعوضني بأحسن منه.
في كل دعوة أكون على يقين بقضاء الله وقدره، ولا أكون جاهلة، أو غير راضية بقضاء الله وقدره، وأقول: حتى ولو لم يكن من نصيبي، فربما يكون دعائي خيرا له يوما ما، فأنا حقا أريد أن أكون سندا له، ويكون سندا لي، وما نويت إلا الخير والحلال، والله يستجيب الدعاء، إلا ما كان مكتوبا ومقدرا، وأنا أريد أن أسعى، فالله لا يرد دعوة الملحين.
في بعض الأحيان أعاتب نفسي، وأشعر بكراهية شديدة، وأقول: إن هذا الشخص لا يشعر بي مطلقا، أنا فقط من يضخم الأمور، وما فات قد مات، ولا يجب أصلا أن أفكر فيه.
لكن سرعان ما أتذكر أن قلب هذا الإنسان بين يدي الله، وأن الصبر مفتاح الفرج، وأن الله بين ثانية وأخرى يغير الأمور، ويستجيب الدعاء، وهو القادر على كل شيء، أصبحت هذه النوبات متكررة عندي، وأصبحت أشك فيما أفعله، فما هي نصيحتكم لي؟ وهل أنا مخطئة فيما أفعله؟ عفوا على ثقل كلماتي، وجزاكم الله خيرا.