رغم أنني موافقة على الرجل ألا أنني مترددة بالارتباط به بسبب طموحاتي العلمية

0 235

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة هندسة معمارية، في أوائل العشرينات، متفوقة -والحمد لله-، متدينة، وطموحة جدا، لكن على قدر متواضع من الجمال، خطبني إنسان متدين وخلوق بشهادة الكثيرين، يكبرني بخمسة أعوام، وكانت رؤيته للزواج هو بحثه عن فتاة واعية تحسن تربية أبنائه، كان أكثر ما أعجبني فيه هو أن تقييمه لي كان على أساس شخصيتي، وليس على أساس شكلي الظاهري، وهو أول من تقدم إلى منزلنا بشكل رسمي لخطبتي، فهذه هي تجربتي الأولى، عائلته معروفة بالطيبة، والتدين، وحب عمل الخير، وتقدير العلم، ارتحت لأهله كثيرا.

مشكلتي أنني بعد موافقتي للخطوبة، أمر بمرحلة من التردد الشديد، لأسباب كثيرة تتعلق بطموحاتي العلمية:
1- أن تخصصه مختلف كثيرا عن تخصصي، فهو يدرس الاقتصاد الإسلامي وأخشى أن يكون هذا الاختلاف يعني تباعدا في الاهتمامات، وطريقة التفكير وعدم تفهمه لطبيعة تخصصي الصعب.

2- إنه اشترط علي العمل في مجال البحث العلمي والتدريس، وعدم العمل في الشركات أو مواقع البناء؛ الأمر الذي يراه غير مناسب للمرأة، والحقيقة أنني لا أعلم بعد ماذا أريد من حياتي؟ ولم أتخرج بعد ولم أجرب أي المجالات أفضل لي؟ ويقال بأن الأستاذ الذي يعتمد فقط على معلوماته النظرية في تخصصنا لا يكون بنفس كفاءة الذي يحتك بمجال العمل الحقيقي.

هو لا يريد مني المساعدة في مصاريف المنزل، أما أنا فأرغب بالعمل؛ استثمارا لمواهبي التي حباني الله بها، ورغبة في الإنجاز، لا سعيا للمرتب المادي.

3- إنه مهتم كثيرا بموضوع الأبناء، ولكنني أشعر بأنني لا أزال صغيرة وفي مقتبل عمري، وأخشى إن قبلت بالزواج أن يرغب بالإنجاب منذ السنة الأولى، فأضيع في دوامة الأشغال البيتية، والأطفال، وأضيع بهذا مسيرتي العلمية، كما أخشى إن انشغلت بدراستي أن أهمل زواجي وأظلمه، هل أخبره بأنني أرغب في تأخير الإنجاب؟ أخشى إن صارحته بذلك أن يتراجع عن خطبتنا.

4- السبب الأخير أنني إنسانة كتومة وهادئة، أما هو فكثير الكلام، لاحظت أنني أميل في صداقاتي للفتيات الهادئات، ولا أحتمل الاستماع للثرثارين أحيانا.

هل لمخاوفي هذه أساس من الصحة؟ أم أنها نابعة من قلة خبرتي في الحياة؟ وهل الزواج من نفس التخصص أفضل؟ فهل أطلب فسخ الخطبة وأنتظر مهندسا مثلي، ربما يفهمني أفضل، ويشاركني نفس الاهتمامات والهوايات، وأبني معه نفس الحلم المهني؟ أم أنني أتعلق بوهم لا أساس له؟ خاصة أنني قليلة الجمال بمقاييس مجتمعي الذي يحكم على ظواهر الأشياء.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المهندسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: نحن نتفهم تماما أختنا الكريمة كل تخوفاتك، وقد نظرنا إليها بعين فاحصة فما وجدنا فيها أي نقد يمكن أن يكون عاملا سلبيا لأجله تفسخ الخطوبة.

ثانيا: كل هذه التخوفات أختنا تحدث بلا أسس صحيحة، فمثلا تخوفك من الأولاد، وتخوفك بأن يطلب الحمل من السنة الأولى، هل الأمر خاضع لرغبتك ورغبته أصلا؟ هل الحمل عبارة عن (فيزا كارت) نضعها فتسقط علينا الأموال، الحمل والولادة -أختنا- رزق من الله -عز وجل- يأتي بقدر، وهو قضاء محكم لا يعجل به أمنية كما لا يؤخره زهد فيه، على أنكما قد تتفقان على الأخذ بالأسباب التي تحول ظاهريا بينك وبين الإنجاب، كذلك موضوع العمل ورفضه العمل في الشركات، أو الطرق هو أمر له فيه ما يبرره ذلك أن من ضوابط عمل المرأة ألا يكون شاقا عليها، وأن يكون متحملا، وأن يكون مما تعمل فيه النساء، وكذلك الحديث عن الراتب، وأنك تريدين العمل لا لأجل الراتب وإنما لأجل استثمار المواهب، هذا أختنا كلام إنشائي، فالعمل ليس جمعية خيرية.

كذلك الحديث عن أنك صغيرة، وهذه فرضية خطأ فأنت تجاوزت العشرين بعام، وبعض أقرانك الآن أمهات لأكثر من ولد، كذلك حديثك عن اختلاف التخصص ما علاقته بالحياة الزوجية، الرجل ما تقدم لمشاركتك في بناء عمارة حتى نتحدث عن التخصص، وإنما أتى لبناء بيت تشتركان سويا فيه، الشاهد -أختنا- أن كل تخوفاتك لا نرى لها أي مبرر قط.

ثالثا: إننا ننصحك أختنا بصلاة استخارة، والاستخارة كما علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حديث جابر رضي الله عنه يقول: كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: (اللهم إني أستخيرك بعلمك, وأستقدرك بقدرتك, وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر, وتعلم ولا أعلم, وأنت علام الغيوب, اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك) خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله, فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه, اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك) شر لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله, فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به، ويسمي حاجته)، واعلمي أنك متى ما فعلت ذلك فإن الله سيقدر لك الخير حتما -إن شاء الله-، لأنك قد أخذت بالأسباب، واستخرت الله.

استخيري الله، واتركي الأمر له -سبحانه وتعالى-، ووافقي على الزواج، وستجدي الخير من وراء ذلك، نسأل الله أن يصلح حالك، وأن يقدر لك الزوج الصالح، وأن يرضيك ويرضى عنك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات