السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة غير متزوجة، أبلغ من العمر 27 سنة، طالبة جامعية ومتفوقة، ومؤمنة بالله تعالى، وأصلي كل الصلوات على أوقاتها، وأقرأ القرآن الكريم، أشعر بالتعب النفسي والضيق، والاختناق في أغلب الأوقات بسبب تجاهل الناس لي، وأشعر كأنني نكرة بنظر الأخرين، ولا أحد يلاحظ وجودي ويهتم بي، تولد عندي شعور بالوحدة واليأس من الناس، وأصبحت لا أتأمل منهم شيئا أبدا، وأصبحت الحياة متوقفة على أمور تتعلق بالمستقبل: كالوظيفة، والزواج، والرزق.
لست وحدي من أعاني من هذا، بل أخواتي أيضا، فكلما تقدم أحد لخطبتنا لا يتم الموضوع، فنحن نعاني من هذه المشكلة منذ فترة طويلة، فذهبنا لعدة رقاة شرعيين، منهم من قال: أننا مصابون بالعين، ومنهم من قال: أننا مصابون بالسحر، حتى أصبحنا في حيرة من أمرنا، ولا نعرف من نصدق، وبالنسبة لي أهملت كل شيء، وتركت الأمر لله، ولكن شعوري بالتعب النفسي والاختناق يضايقني جدا، وأصبحت أتمنى الهروب من كل شيء.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فيان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل مع موقعك، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويوسع رزقك، ويصلح الأحوال، وأن يملأ نفسك بالثقة فيه سبحانه، ويحقق لك الآمال.
لا يخفى على أمثالك أن الأمر بيد الله، وأنت الراقية والطبيبة لنفسك بعد معونة الله، فاملئي نفسك بالأمل، وتوكلي على الله -عز وجل-، واستعيني بالله على ما ينتابك من الهم والغم أو الوجل، وابذلي الأسباب، ولا تحملي هم المستقبل، فعلى المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح، لأن ذلك بيد الكريم الفتاح، وما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته.
وننصحك بالإكثار من دعاء الغم الوارد في قوله تعالى: "لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين"، فإن العظيم قال بعدها: "فاستجبنا له ونجيناه من الغم"، وهي ليست لنبي الله يونس خاصة، ولذلك قال سبحانه: "وكذلك ننجي المؤمنين"، والغم حزن وضيق، ولا يعرف الإنسان له سبب، ومما يرفع الضيق والحرج بحول الله وقوته، ما جاء في قوله تعالى: "ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون"، ما هو العلاج يا رب؟ "فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين".
ولن تتضرروا من إهمال الناس، ونسأل الله أن يكفيكم شرهم، وأن يعطيكم خيرهم، واسألوا الله أن يحبب إليكم الصالحين منهم، ونتمنى أن لا تحاصروا أنفسكم، ولكن شاركوا الأخوات في دور القرآن وأماكن المحاضرات والخيرات، فالمؤمنة التي تخالط وتصبر، خير من التي لا تخالط ولا تصبر، وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، واجعلوا همكم إرضاء الله، فإنه سبحانه إذا رضي ألقى لكم القبول في الأرض، وأرضى عنكم الناس، ثم عليكم بكثرة الدعاء، فإن قلوب الناس بين أصابعه سبحانه يقلبها ويصرفها، سعدنا بتواصلكم مع موقعكم، ونكرر الترحيب بكم، ونتشرف بمساعدة أبنائنا والبنات، ونسأل الله أن يوفقكم ويرفعكم درجات.
وبالله التوفيق.