السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزى الله القائمين على هذا الموقع الرائع خير الجزاء.
تعرفت على امرأة في رمضان زوجها إمام المسجد، بعدها صرنا صديقات، كلمتني مرة أنها تريد أن تخطبني لابن خالتها، وأعجبتني صفاته، وكما تمنيت، جاءني هذا الرجل، ولكن جنسيته تختلف عن جنسيتي، وأنا فتاة أنتمي لقبيلة، ولا يسمح لي الزواج خارج ذلك الإطار، فقد رفضه أهلي دون النظر إلى وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يزوج صاحب الدين والخلق، وتعلقت به كثيرا، وهو كذلك، مع أني لم أخاطبه أبدا، فقط وصلتني صورته، وصرت كل يوم أنظر فيها، وأحرص دائما على السؤال عن أخباره، ولكني بعد أن تأكدت أنه ليس من نصيبي؛ أرسلت له مصحفا هدية، فهل تصرفي في موافقتي لرغبة أهلي يعد صحيحا؟
وللعلم أنا لا أهتم لذلك، ولكني أخاف على أوﻻدي من القوانين التي لن تشملهم، وأرجو منكم أن تعلموني كيف أنساه وأرتاح؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
ولا يخفى على أمثالك أن الإسلام يشترط الدين والأخلاق، ولكننا نحب لبناتنا ولأبنائنا رعاية الأمور الأخرى، لأن رحلة الحياة طويلة، ولا تخلو من الجراح والأفراح، ولذلك لا بد من التأكد من إمكانية حصول الزواج، وعدم معارضة ذلك لحقوق الأطفال ومستقبلهم، ولا بد كذلك من موافقة الأولياء أو مباركتهم، والأولياء هم مرجع الفتاة إذا مات الزوج أو اختلفت معه وتركته، ومن هنا فالشريعة تعطي لوجهة نظرهم شيئا من الوجاهة.
والزواج ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة، ولكنه رباط بين أسرتين وبين قبيلتين، فهاهنا أعمام وعمات، وفي الجانب الآخر أخوال وخالات، وقد أسعدنا انصياعك لرغبة أهلك، ونسأل الله أن يعوضك خيرا.
ونتمنى قطع كل العلاقات حتى لا تتجدد الجراح، ويزداد التعلق، فتحصل أمور لا تقبل ولا تحمد.
ومن حق كل طرف أن ينسحب، ولكن لا مجال للإساءة أو الانتقاص من الآخرين، وليس عليك شيء، مع ضرورة أن تحسنوا لهم الاعتذار، وتتمنوا لهم الخير والتوفيق.
سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك.