السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 17 سنة، أتحدث مع أحد الشباب، وأريد أن أترك هذه المعصية ولكنني لا أستطيع، صديقتي تصفني بأنني مثالية ولا ينقصني سوى ترك هذه المعصية، فأنا لا أسمع الأغاني، ولا أتبرج عند خروجي من المنزل، وأفعل الطاعات.
هل من نصيحة تجعلني أبكي من خشية الله ؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
طلبك لهذا النوع من النصائح دليل واضح على محبتك لله تعالى، ورغبتك في طاعته، وأنك إنسانة تؤمنين بالله تعالى وتحبينه، وهذه أهم الصفات المثالية في الإنسان أن يكون مؤمنا بالله، محبا له، حريصا على طاعته، ساعيا في ذلك جهده واستطاعته.
ولا شك -أيتها البنت الكريمة- أن امتلاء القلب بمحبة الله، والحرص على طاعته سبب جالب للإنسان لكل خير، فإن ما عند الله تعالى من الأرزاق الحسنة والحياة السعيدة لا ينال بشيء مثل طاعته، كما أن من أعظم أسباب الحرمان والشقاء في هذه الدنيا الاشتغال بمعصية الله تعالى والبعد عنه، كما دلنا على ذلك القرآن الكريم، ودلتنا عليه أيضا أحاديث السنة الصحيحة.
وما قالته لك زميلتك من أنك مثالية لو لم تفعلي هذه المعصية؛ قد أصابت فيه كل الصواب، فإن الإنسان يبلغ درجات الكمال، ويرتقي في منازل الرفعة بقدر ما هو عليه من طاعة الله تعالى، وينزل عن ذلك بقدر ما هو فيه من الاشتغال بمعصية الله.
ونحن نؤكد لك ما قالته لك هذه الزميلة، وهي بلا شك ناصحة لك، محبة لك، حريصة على إيصال الخير إليك، فنصيحتها هذه دليل على كل ذلك، نحن نؤكد ما قالته لك، وأنك فعلا ترتقين في سلم المحبة، وتقتربين من الله تعالى كلما تخلصت من ذنب من الذنوب التي تفعلينها.
وتكلمك مع هذا الشاب بلا شك أمر حرمه الله تعالى؛ لأننا نكاد نجزم بأن هذا الحديث فيه من مواصفات الكلام المحرم الشيء الكثير، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}، فالخضوع واللين سبب لإثارة الفتنة، وفتنة الرجال بالنساء (والعكس)، من أعظم الفتن التي حذرنا منها القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، ولذا فنحن ننصحك بأن تجاهدي نفسك ما استطعت للتخلص من هذا الذنب، وذلك أمر يسير -بإذن الله-، فإذا علم الله -عز وجل- منك الصدق والحرص فإنه سيتولى عونك.
مما يعينك على ذلك: أن تتذكري أنك بوقوعك في الذنب تعرضين نفسك لغضب الله وسخطه، وتظلمين نفسك بأنك تعرضينها لعذاب الله، ثم تقارنين بين اللذة الفانية الزائلة السريعة التي تحصل من وراء هذا الكلام والمحادثات، تقارنين ذلك بما يترتب على ذلك الذنب من العقوبات التي قد تقعين فيها وتنتظرك، وعند المقارنة الصادقة يجد الإنسان أن لذة الذنب والمعصية لا تقارن بما يترتب عليه من مشاق وعقوبات.
مما يعينك على ذلك -أيتها البنت الكريمة- أيضا، أن تكثري من مجالسة النساء الصالحات والفتيات الطيبات، وتشغلي نفسك وأوقاتك بالشيء النافع، وتكثري من سماع المواعظ التي تذكرك بالله تعالى، وبالجنة وبالنار، وهي كثيرة مبثوثة على مواقع الإنترنت، وعلى موقعنا نحن الشيء الكثير جدا منها، فاستمعي إلى المواعظ التي تذكرك بالوقوف بين يدي الله، والحساب والجزاء والقبر، كل ذلك يقلع الشهوات من القلوب.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يتولى عونك ويأخذ بيدك لكل خير.