لدي وسواس يدور في نفسي، هل هو من صريح الإيمان؟

0 268

السؤال

السلام عليكم

يدور في نفسي كلام لا أستطيع النطق به في العقيدة، وقد شاهدت داعية على (اليوتيوب) يتحدث في هذا الموضوع، ويقول: إن شعور الإنسان بالمضايقة من التفكير في هذا الأمر؛ فهذا يطمئن العبد بأنه مؤمن، وذكر حديث (ذاك صريح الإيمان).

ولكن المشكلة أني أصبحت أشعر أن هذا الحديث من نفسي، وأحيانا يصيبني الحديث ولا أشعر بالضيق المعتاد!

كذلك أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويظل الوسواس، فهل هذا علامة على أن هذا كلام من نفسي، وليس من الشيطان؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AMR حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يرد عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يثبتك على الحق، إنه جواد كريم.

بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل-: بصرف النظر عن كون أن هذه الوساوس من نفسك أو من الشيطان، فهي أمر ينبغي ألا تلتفت له ولا تأبه له ولا تعتد به؛ لأنها صورة من صور الحرب القذرة التي يشنها الشيطان على أي مسلم بصفة عامة، فإن الشيطان – لعنه الله تعالى – يسلك سبيلين لإضلال الإنسان المسلم وإفساده:

- إما أن يوقعه في الشهوات الظاهرة، وذلك كالمعاصي التي تعرفها، كالغيبة والنميمة والكذب والزنى والسرقة وأكل الربا وشرب الخمر وشرب المخدرات أو السجائر أو غير ذلك.

- وإما أن يوقعه في الشبهات القلبية، والتي أنت فيها الآن، وهي نوع من الشبهات التي يثيرها الشيطان حول الملك جل جلاله سبحانه، وحول الآخرة، وحول القرآن، والجنة والنار، والنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا أمر معروف، فلست أنت وحدك الذي تعاني منه، وإنما هناك شريحة كبيرة حقيقة من المسلمين تعاني؛ لأن الشيطان – لعنه الله تعالى – لا يريد للناس الأمن ولا الأمان ولا الاستقرار، ويريد أن يزعزع ثقتهم في ربهم، خاصة مع التحديات الكثيرة التي تواجههم يوميا.

علاج هذه المسألة:
- أن تطارد هذه الفكرة، أن تحتقرها، بمعنى إذا جاءك الشيطان بفكرة من هذه الأفكار فابصق على الأرض، وحاول أن تمسح البصقة بقدمك، كأنك تقول له: (يا عدو الله أنت أحقر من هذه البصقة، ولن أنتبه لك، ولن ألتفت لك، ولن أهتم بكلامك) مرة بعد مرة يصبح لديك نوع من القدرة على المقاومة، فلا تستسلم بسهولة، ولا يتمكن الشيطان منك بسهولة.

بعد ذلك – كما ذكرت – أول ما تشعر بالفكرة تبدأ تدخل إلى رأسك حاول أن تطاردها، بأن تشتت فكرك، فلا تركز، وإنما حاول أن تنظر إلى اليمين، إلى اليسار، إلى السقف، تنظر إلى التلفاز، تنظر إلى الإنترنت، تجلس مع الوالدين، تخرج من الغرفة، تتكلم مع أحد، تقرأ جريدة، المهم أن تشتت الفكرة، مرة بعد مرة أيضا -بإذن الله تعالى- سوف تتغلب عليها.

إضافة إلى ذلك عليك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام وبقوة، خاصة التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحا ومثلها مساء، كذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحا ومثلها مساء، كذلك (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا ومثلها مساء.

كذلك حافظ على الأذكار بعد الصلوات، واجتهد عند النوم ألا تنام إلا على وضوء، وأن تظل تذكر الله تعالى حتى تغيب عن الوعي.

عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعافيك الله من ذلك، لا تستسلم – أخي عمرو – قاوم، قاوم وسينصرك الله تبارك وتعالى، وضع في ذهنك أن هذه فكرة حقيرة، وأنه لست وحدك الذي يعاني منها، وأن الشيطان – لعنه الله – يستعمل هذا الطعم مع كل أحد، فلا تشعر بأن الأمر عظيم، وإنما قال لك الشيخ: (هذا صريح الإيمان) ولا تلتفت، ولا تعبأ بهذا، ولكن حاول أن تطارد الأفكار حتى لا تزعجك، ولا تسبب لك أذى نفسيا.

أسأل الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، كما أتمنى أن تجعل لك وردا من القرآن الكريم يوميا، وأن تهتم بدراستك أو بعملك، حتى لا تترك فراغا كبيرا يتمدد فيه الشيطان.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات