السؤال
السلام عليكم.
منذ عدة أيام اكتشفت أن أبي يقوم بخيانة أمي، ويتحدث مع سيدة عبر الهاتف، ويطلب منها الخروج، فقد دخلت إلى غرفته بحجة أنني أريد التحدث معه بينما كنت أسمعه يتحدث إليها عبر الهاتف، فتظاهر بأنه يتحدث مع رجل، مع أنني قد سمعت صوت سيدة على الهاتف حين دخلت الغرفة، وأخبره بأنه سيعاود الاتصال به مرة أخرى لاحقا.
أخبرته بأنني أريد أن أخرج معه، واخترت التوقيت الذي حدده مع المرأة على الهاتف، فغضب بشدة، وقال بأن لديه عملا في ذلك الوقت، وهذا ما جعلني متأكدة من ذلك.
وللعلم فهذه ليست المرة الأولى، فطالما فعل ذلك، ولطالما حاولت أمي بشتى الطرق وهي تحاول ما بوسعها لإسعاده، ونادرا ما تقصر في حقه، وهي دائمة التحدث إليه واحتوائه، وآخر مرة قام فيها بذلك حذرته أمي أنها ستطلب الطلاق نهائيا، فبماذا تنصحوني؟ هل أخبر أمي، أم أواجه أبي، أم أتجاهل الأمر؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقر أعينكم بصلاح والدكم وتحقق الآمال.
ما يحصل من الوالد خطأ، وإخبار الوالدة بما حصل خطأ، فالستر على الوالد مطلوب، والبحث عن الطريقة المناسبة لنصحه من الأهمية بمكان، فاسألي الله له الهداية، وقدمي بين يدي نصحه صنوفا من البر وألوانا من الإحسان، وأظهري الخوف عليه لا منه، مع ضرورة أن تتأكدي أنه يقبل النصح ويتأثر به، وإن لم يكن ممن يقبل؛ فوضحي لنا معالم شخصيته، حتى نتعرف على نمط شخصيته، ووسائل الدخول إلى قلبه.
وإذا كانت الوالدة قد لاحظت التغيرات والتجاوزات؛ فلا تجددي لها الجراح، ولكن شجعي قربها منه، وحاولي توفير جو الخصوصية للوالدين، ليعيشوا لحظات من الحميمية تغني الوالد عن التواصل مع الأخريات، وكل ذلك دون أن تشعري الوالدة بأن هناك أمرا جديدا.
ولا يخفى على أمثالك أن النصح للوالدين ينبغي أن يكون بمنتهى اللطف، وعلى الناصح أن يتوقف إذا غضب الوالد، بل عليه أن يعتذر.
ومن المهم مساعدة الوالدة على الصبر، ونعتقد أن طلب الطلاق ليس حلا مناسبا، بل قد يتردى الوضع بعد الطلاق.
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الخير والآمال، وأن يعيد لوالديك الحب وحسن الوصال.
سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقكم.