السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري ٢٢ سنة، كنت أمارس العادة السرية منذ صغري، ولم أكن أعلم بأنها محرمة أو قبيحة، وعندما كبرت علمت مدى خطورتها وأنها محرمة، وتخلصت منها بصعوبة -ولله الحمد-، ولكنني بعد سنة تقريبا تعرفت على شاب أحببته عن طريق الإنترنت، جعلني أتذكر تلك العادة القبيحة وأعود لها، وأشاهد الأفلام الخليعة، ثم تركت ذلك الشاب ولم أعد أكلمه، وأدركت مدى غرقي بالذنوب والمعاصي التي أقترفها، ولكنني للأسف لم أستطع التوقف عن تلك العادة القبيحة حتى الآن.
أحاول كثيرا، وأصلي وأدعو الله في سجودي، وأبكي بحرقة، ثم أتوقف لمدة شهر، ثم تضعف نفسي وأكررها مرة أخرى، ثم أكرر توبتي وندمي وأتوقف عنها، ولكنني أرى أحلاما كثيرة تذكرني بممارستها، أو أرى أشخاصا يذكرونني بها في منامي، ثم أعود ثانية، وهكذا.
لا أعلم ماذا أفعل؟! فقد تعبت كثيرا، ولم أتوقف عن الصلاة والصوم وقراءة القرآن، وأصبحت أخجل من الله وأنا أدعوه بما أريد، وحتى عبادتي لم تعد كالسابق، وحياتي كلها أشعر بأنها فارغة، مع العلم أنني في الوقت الحالي أدرس دراسة منزلية، ولكنني مقصرة فيها، وأعلم أن تلك العادة هي السبب في كل ما يحدث لي، ولكنني أضطر للجلوس بمفردي في الغرفة ولساعات طويلة، لكي أبتعد عن المشاكل العائلية بين أمي وأبي، ونحن في الغربة، وليس لدي أقارب، ولا أملك سوى القليل من الأصدقاء الذين يسكنون في مناطق بعيدة عني.
أخاف أن تدمر هذه العادة القبيحة حياتي، أو أن يتوقف ضميري عن التأنيب والإحساس بالذنب، وما زلت أصلي وأدعو الله بأن يرزقني الزوج الصالح، فأنا أخاف الله ومتدينة وأريد الجنة، وأتمنى أن أصبح داعية في المستقبل، أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maram حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
حافظي على الصلاة، واملئي قلبك بالثقة والرجاء، وكرري التوبة حتى يكون الشيطان هو المخذول، واحذري أن يوصلك الشيطان إلى اليأس والإحباط، وشجعي نفسك على الثبات، واجعلي كتاب الله الجليس، فإنه جليس لا يمل، وصاحب لا يغش، وادفعي خاطرة السوء عند طروقها، واسألي الله أن يقيك من شرها، وجففي ينابيع الشر بغض البصر، وبالبعد عن المواقع المشبوهة، والمناظر والصور المثيرة، وغيري من نمط حياتك، خاصة تلك المراسيم التابعة للممارسة من هيئات وأماكن وأوقات، وتجنبي الوحدة، وابذلي جهدك فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وأشغلي نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بغيره، واعلمي بأن العادة السيئة لا توصل إلى الإشباع، لكنها توصل إلى السعار والهيجان.
وأرجو أن تفرحي بالنجاحات، وتشجعي نفسك، وأكثري من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز وذكر واستعانة، وتذكري أن في الصوم كسر للشهوة، وإحياء لروح المراقبة لله -جل في علاه-، ونتمنى أن تخرجي من عزلتك، وتقتربي من والديك، وتنقلي بينهم المشاعر النبيلة، والمؤمنة تقول خيرا، وتتنمى خيرا، وتواصلي مع الصالحات فإنهن على الخير معينات.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر، فإن العاقبة لأهله، -صبر عن المعصية-، واستري على نفسك، وتوكلي على ربك، وتواصلي مع موقعك، ونسأل الله أن يتوب عليك ويسددك ويثبتك، سعدنا بالاستشارة التي خرجت من نفس لوامة -نحسبها ولا نزكيها-، ونسأل الله أن يديم عليك اليقظة، وأن يبعد عنك شياطين الإنس والجن، ولك مني خالص الدعاء، وأطيب الأماني، وأسأل الله أن يرزقك زوجا صالحا يسعدك وتسعديه، ويعفك وتعفيه، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.