محتارة في التوفيق بين عملي وبيتي، فأيهما أختار؟

0 250

السؤال

السلام عليكم

أريد استشارة تخرجني من حيرتي.

تخرجت منذ فترة طويلة، ولم أكن مقتنعة بقسمي، والآن أريد أن أكمل الماجستير في إدارة الأعمال، ولكن الجامعة تطلب خبرة عمل لمدة 3 سنوات، ولا يوجد لدي الوقت، حيث أن عمري 30 سنة، فما العمل؟

وللعلم فقد طورت نفسي بأخذ دورات في الإنجليزي، وفي طريقي لأخذ دورة في الحاسب، عدا عن أني مسئولة عن المنزل بالكامل، فزوجي مشغول، ولدي ابنة لا أعلم أين أضعها خلال دوامي إن وجدت عملا؟

أرجو سرعة الرد، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أشواق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوص ما سألت عنه -أختنا الفاضلة-: فإننا ابتداء نقدر ما أنت فيه، ونشكر لك جهدك في تحمل أعباء بيتك، وحرصك على المحافظة عليه، وبذل الجهد المتواصل في ذلك، وهذا هو الظن بالأخت المسلمة العاقلة.

ثانيا: إننا ندرك تماما حالة الصراع النفسي الداخلي بين رغبة تريدين الحصول عليها (العمل)، وواجب تريدين المحافظة عليه (البيت)، وعوائق تحول بينك وبين سلامة الاثنين معا (العمل والبيت)، ونحن هنا -أختنا الفاضلة- نطرح عليك عدة حلول، ونسأل الله لك التوفيق:

أولا: نحن ابتداء لا نرفض عمل المرأة ونقول بجوازه، ولكن بالضوابط التي ذكرها أهل العلم، والتي من أهمها:
- أن يكون العمل مباحا ومناسبا لفطرتها وموافقا لعادة أهلها وبلدتها.
- أن يكون بعيدا عن الاختلاط والفتنة.
- ألا يترتب على عملها ضياع حق زوجها أو أولادها.

ثالثا: ننصحك ابتداء ببذل الجهد لأخذ الماجستير عن طريق الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، وهذا أمر أصبح اليوم متاحا وسهلا، ولن يتطلب الخروج من البيت إلا مرة أو مرتين قبل المناقشة، وهذا يسهل عليك كثيرا.

رابعا: البحث عن عمل يتناسب مع إمكانياتك ولو براتب أقل، المهم أن يكون وفق الضوابط الشرعية التي تحدثنا آنفا عنها.

خامسا: يمكنك الاستعانة بعد الله عن طريق أهلك أو بعض الصالحات من صديقاتك، وكذلك عن طريق البحث في الإنترنت.

سادسا: إذا لم تستطيعي الجمع بين العمل المناسب والبيت؛ فقدمي بيتك وزوجك وولدك على عملك، أو حتى دراستك فهذا هو الأصلح لك والأبقى.

سابعا: لا نريدك –أختنا- أن تدخلي في دوامة الصراع النفسي، فالأمور مقدرة، والعبد لا يعلم أين الخير؟ فإذا تعسر الأمر فلعل الله دفع بذلك شرا كان محيطا بك، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمنى الشر دون أن يعرف، وقد يحارب من أجل الوصول إليه دون أن يدري أن فيه الهلكة، قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، فثقي في قضاء الله وحكمته، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

أكثري من الدعاء -أختنا- أن يقدر الله لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وإنا نسأل الله لك التوفيق والسداد والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات