أعاني من القلق المفرط والخوف الشديد من الناس، فهل حالتي النفسية تستدعي الدواء؟

0 195

السؤال

السلام عليكم ورحمة لله

أنا طالب جامعي، في سنة أولى طب، وعمري 19 سنة، أعاني من القلق المفرط، والخوف الشديد من الناس، والأرق، والوسواس القهري، والحساسية الزائدة من كلام الناس، بحيث أحاول دائما تجنب الناس، والبحث عن العزلة، والبقاء كثيرا في المنزل، ودائما ما توجد فكرة تزعجني، سواء عن حادثة مضت أو شيء سيحدث أو شيء لم أحققه، لا أشعر بالطمأنينة.

السبب في ذلك أنه منذ الطفولة وأنا كثير التفكير في كل شيء، وألجأ أيضا كثيرا لأحلام اليقظة؛ لنسيان حياتي، والآن لدي الكثير من العقد، وأصبحت أحس أني في سجن، ولا أنام مبكرا؛ بسبب التفكير الكثير؛ مما يجعلني دائما في حالة فشل وكسل، ودائما ما ينتابني شعور بالندم المفرط؛ لعدم تحقيق شيء ما ولو كان بعيدا وغير مهم.

قصدت طبيبا نفسيا، فوصف لي دواءين: (نوزينان nozinan)، قطرتين إلى 5 قطرات، مرة في اليوم، (depretine)، قرص 10 ملغ، حبة في اليوم، فهل حالتي تستدعي دواء حقا؟! وهل هذا هو الدواء الملائم؟ وهل له أعراض؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أعراضك تنحصر فيما يمكن أن نسميه بقلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، وهذه الحالات كثيرة ومنتشرة، وعلاجها في المقام الأول هو علاج سلوكي، وهو أن تفهم أن التغيير لا بد أن يأتي منك أنت، وأن الخوف يجب أن يواجه، وأن الوساوس يجب أن تحقر، وأن القلق يجب أن يستفاد منه ليصبح قلقا إيجابيا، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، وأن يكون لك مشاريع مستقبلية، وآمال تسعى لتحقيقها، هذا يسخر قلقك ليجعله قلقا انتاجيا نافعا.

لا بد أن تطور مهاراتك الاجتماعية، وأن تحسن إدارة وقتك، وممارسة الرياضة أيضا تعتبر مهمة جدا.

النمط الاجتماعي المنضبط مفيد في حالتك، وأقصد بذلك أن تشارك الناس في مناسباتهم، أن تكون شخصا مقداما فاعلا داخل أسرتك، أن تمارس رياضة جماعية مع بعض الشباب، أن تكون مهتما بدراستك، وأن تحرص على الصلاة مع الجماعة، هذا يؤدي إلى تطوير وتقدم كبير في تنمية ذاتك؛ مما يساعدك كثيرا على تخطي القلق الوسواسي المصحوب بالمخاوف.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هذه الأدوية التي ذكرتها مسمياتها تجارية، وليست معروفة بالنسبة لي، لكن ما دمت قد ذهبت إلى طبيب نفسي فحالتك واضحة وبسيطة، وأنا متأكد أنه قد يكون وصف لك العلاج الصحيح، فأرجو المتابعة معه.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات