السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة، أعاني من عدم انتظام الدورة الشهرية، حيث تغيب عني لمدة شهر أو شهرين خلال السنة، وعندما تأتي تكون غير منتظمة في مواعيدها، ومدة نزولها تتفاوت من ثلاثة أيام إلى ستة أيام.
كما أعاني من خمول في الغدة الدرقية، وكنت أتعالج بدواء Euthyrox 25 mg، وحاليا قرر الطبيب المعالج أن أزيد النسبة 50 mg، وأن أستمر على العلاج دون انقطاع، مع عمل التحاليل اللازمة كل ثلاثة أشهر، بعد العلاج انتظمت الدورة الشهرية، ولكن بعد فترة من العلاج غابت مرة أخرى.
كما أعاني من مشكلة صعوبة فقدان الوزن، وقد جربت العديد من أنواع الحمية والرياضة، نصحتني إحدى الأخوات بعمل فحص للتأكد من عدم وجود تكيس المبايض، مما جعلني أقرأ كثيرا عنه، ولكن أعراض تكيس المبايض تشبه كثيرا أعراض قصور الغدة الدرقية، فكيف أفرق بينهما دون اللجوء للفحص الطبي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهاني حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
كسل الغدة الدرقية من الأمور التي تؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية، وجرعات 25 mcg هي جرعات يبدأ بها الطبيب المعالج، ولكن يجب زيادة تلك الجرعات إلى 50، ثم 75، ثم 100، كل ثلاث شهور حتى تصل نسبة الهرمون المحفز إلى ما بين 2 و 3، حيث أن النسبة المتوسطة لذلك الهرمون ما بين 0.45 إلى 5.
والتكيس هو مرض متلازمة، بمعنى يوجد به أكثر من مشكلة مثل: ظهور الشعر في بعض الأماكن من الجسم، مثل: الذقن والصدر والبطن، وظهور حب الشباب، واضطراب الدورة الشهرية، وتحجر الثدي أحيانا لارتفاع هرمون الحليب، وقد تظهر بعض الإفرازات البيضاء عند الضغط على حملة الثدي، ولا يحتاج تشخيص التكيس إلى فحص الفرج، وهذا اعتقاد خاطئ، بل يمكن عمل سونار على المبايض والرحم، لمتابعة التكيسات والأكياس الوظيفية، والبويضات وبطانة الرحم، وهناك تحاليل دم لهرمون الذكورة، وهرمون الحليب، والهرمونات المحفزة للمبايض، وهرمونات المبايض ذاتها، وهذه يتم فحصها بأخذ عينة دم، وليس للأمر علاقة بالفحص النسائي.
ولإعادة تنظيم الدورة وعلاج التكيس، وبالتالي الآثار المترتبة عليه، يمكن تناول حبوب منع الحمل ياسمين لعدة شهور، يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج، تؤخذ يوميا من اليوم 16 من بداية الدورة، حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لعدة شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل لأنك فتاة، ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض.
والوزن الزائد هو المسبب الرئيسي لمرض التكيس، وبالتالي يحب العمل على إنقاص الوزن في الشهور القادمة، وهو كما قلنا العنصر الأساسي في العلاج من خلال الحمية الغذائية، وذلك عن طريق تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، خصوصا الحبوب مثل: الشوفان والقمح، والفول بدون الزيت، والتونة بالماء، والمشوي من الدجاج والأسماك، واللحوم الحمراء، مع الإكثار من السلطات والأعشاب الخضراء، والخضروات المطبوخة دون زيوت أو دهون، وهذه الأطعمة تعطي الإحساس بالشبع، بخلاف الحلويات والسكريات، والعصائر والمياه الغازية، والشكولاتة التي لا يمكن الشعور بالشبع عند تناولها، ومن خلال المشي والرياضة، مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج ثلاث مرات يوميا بعد الغذاء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري، من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل: total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا حبة واحدة، مع حبوب Ferose F قرصا واحدا يوميا، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل لتقوية العظام، ومنع مرض الهشاشة، مع الغذاء الجيد المتوازن، مع المداومة على تناول حليب الصويا، والفواكه والخضروات، وشرب أعشاب البردقوش، والمرمرية والقرفة، وهي تغلى مثل الشاي وتشرب مشروبا ساخنا، حيث ان لهذه الأطعمة والمشروبات بعض الخصائص الهرمونية، التي تساعد في علاج التكيس -إن شاء الله-.
وفي نهاية تلك المدة يمكنك إجراء التحاليل التالية وهي: DHEA - FSH LH- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN TESTOSTERONE، ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE، في اليوم 21 من بداية الدورة، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.