بسبب تجربة سيئة في خطبتي السابقة أصبحت أنفر من الخطاب.

0 263

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد الزواج ولا أريد في نفس الوقت، اختلطت علي المشاعر، وذلك بسبب تجربة قاسية مررت بها، فقد فسخت عقد قراني منذ سنة ونصف، وكانت فترة عقد قراني 7 شهور بين خيانة وكذب ونفاق وسب للذات الإلهية، مما جعل تلك الفترة أسوأ فترة مررت بها، وفي ذات الوقت جعلتني فتاة أخرى، أقوى، وأجرأ، صلبة، لا أتنازل عن الحق، ولكن كلما تقدم الخطاب لخطبتي تذكرت الماضي، ومشاعر الكره والخوف التي مررت بها، فأرفض الزواج غالبا بسبب كذبة، أو بسبب الخوف من أن أعيش نفس اللحظات، أضع الكثير من الشروط لإتمام العقد، ثم أرفض لسبب ما قد يكون في نظر الكثيرين صغيرا، لكنه في نظري كبير، وأشعر بأن الله سيحرمني الزواج إذا استمررت على هذه الحالة، مع أني أرغب في بناء بيت صالح.

أسأل الله أن يوفقني لذلك، ويبعد عني الوسواس، وأرجو منكم أن تنصحوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا خير ولا سعادة ولا استقرار للنساء والرجال إلا في تلبية نداء الفطرة، فللرجال خلق الله النساء، ولهن خلق الرجال، ومعاني السكن والمودة والرحمة والأمومة والأبوة، فلا ميدان لإشباعها إلا في ساحات الحياة الزوجية.

والتجربة السيئة مع رجل لا تدل على أن كل الرجال سيئين، والتعميم مرفوض، ففي الرجال أخيار، وفي النساء فاضلات، وأنت بحول الله وقوته من الفاضلات، بل من العاقلات، فخذي من تجربتك أزهارها، واتركي أشواكها، ولا تحملي من يطرق بابك أخطاء من سبقه، فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى، ولولا الفشل ما عرف الناس طعم النجاح، فاحمدي الله الذي نجاك ممن يسب الذات الإلهية، واجعلي الله شرطك لسعادة أبدية، واقتربي من أوليائك، وأشركيهم في الأمر، واطلبي مساعدتهم، فالرجال أعرف بالرجال، وذكريهم بالتوجيه النبوي: " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"، وتمسكي أنت بدينك، واحرصي على إسعاد من يرتبط بك طاعة لربه وربك، وتذكري أن خير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه.

فالسباق بين الزوجين على الطاعات ورباط الزوجية يمتد مع الطيبين، ليشمل الدنيا والآخرة، قال تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم).

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالتفاؤل بالخير ليأتيك الخير، واستقبلي حياتك بأمل جديد، وبثقة في الله المجيد، وعليك بالدعاء فإنه سلاح المؤمنات، وتزودي بالصبر؛ فإنه نصف الإيمان، والعاقبة لأهله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

سعدنا بتواصلك، ونشرف بالمشاركة في قراراتك، فأنت عندنا بمنزلة البنت العزيزة والأخت الكريمة، فلك منا خالص الأماني وصادق الدعوات.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات