هل هناك ما يربط بين النحافة الشديدة واضطراب الشهية وفقر الدم وألم العظام؟

0 227

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود منكم نصحي بالمفيد لحالتي:
أنا فتاة عمري 23 سنة، طولي 160 سم، ووزني يتأرجح بين 42 و40 كلج، نحيلة جدا، وأعاني من التعب والإرهاق عند أبسط جهد، لا أستطيع النزول في الدرج والصعود وكأني عجوز في الثمانين من عمرها، أعاني من دوخة دائمة، وشهيتي مضطربة جدا، فأسبوع مفتوحة وآخر لا أود أكل شيء، وهذا ما يجعل وزني متأرجحا.

ذهبت لدولة عربية عند طبيب جلدية مشهور فيها، لأني أعاني من تساقط شديد للشعر، وطلب مني فحص الحديد، وأصابته دهشة من النتيجة 7.4 ، وحدة المختبر بالنانو قرام، وقال: إن النتيجة جدا سيئة وبإمكانها أن تجعلك غير قادرة على الوقوف، وأعطاني حبوب حديد Jamieson - Iron 35mg، وأشار لي بأنها ستسبب لي قليلا من الإمساك، حاولت أن أستمر عليها ولكن لم أستطع لأني بطبيعة الحال أعاني من إمساك شديد تسبب لي بمشاكل كالبواسير، تركت الأدوية واتجهت للعلاجات الطبيعية كالزبيب والتمر والشمندر، ولكن لم تجدي نفعا بسبب انعدام الشهية.

حاليا أشعر بتدهور في حالتي، وتنميل وبرودة في أطرافي، وألم في عظام الساقين والركبتين، وضيق في التنفس خصوصا وقت النوم، وعدم التركيز أو التذكر، هل الإبر ستجدين نفعا مع حالتي؟ وهل سأستمر عليها طيلة حياتي؟ وهل النحافة واضطراب الشهية لها علاقة بفقر الدم؟ وألم العظام هل هو أيضا من علامات نقص الحديد؟ وهل فعلا يعتبر النقص شديدا في نتيجة المختبر؟

أنا مقبلة على الزواج وأخاف أن لا أستطيع تحمل المسؤولية والأعباء بجسمي النحيل والمنهك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ghada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقر الدم وتساقط الشعر وضعف البنية والشعور بالإرهاق والتعب، كل ذلك ينشأ عن سوء التغذية، وهذه تؤدي إلى النحافة والهزال والضعف العام، ونقص كثير من الفيتامينات والأملاح المعدنية، وما تعانين منه هو أحد الأمراض النفسية التي تصيب بعض الفتيات ويسمى Anorexia nervosa أو فقدان الشهية العصبي، ويتصف بالاضطراب في الأكل والانخفاض الشديد في وزن الجسم، مع الخوف من زيادة الوزن، ويعرف عن المصابين بهذا المرض أنهم يتحكمون بأوزانهم في بداية الأمر عن طريق تجويع أنفسهم، ثم تتطور الحالة إلى حالة من التوتر والقلق وزيادة نبض القلب، ووجود حالة من الأنيميا ونقص الحديد في الدم التي تؤدي إلى الشعور بالكسل والصداع، والخفقان وضيق التنفس، وتساقط الشعر والجفاف.

ويمكنك زيارة طبيب نفسي للوقوف على الحالة وتشخيصها، وعمل جلسات تحليل نفسي لإخراج ما بداخلها من توتر وقلق، ولفهم طبيعة المرض كل ذلك يساعد كثيرا على الشفاء -إن شاء الله- والعلاج هو أسهل ما في الموضوع، وهناك الكثير من الأطعمة تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها مثل: المخللات والسلطات والمشويات، ويمكن لك تعويض عدم الرغبة في الأكل عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر والمعجنات، والتمر والعجوة مع زيت الزيتون، وبعض المشروبات التي تحتوي على الحلبة والسمسم والمكسرات، وهي أطعمة تفتح الشهية وتحتوي على سعرات حرارية عالية، كذلك فإن ثمار التين الطازج أو المجفف تحتوي على كثير من الفيتامينات والسعرات الحرارية، وتفيد في زيادة الوزن وبالتالي يتحسن الوزن -إن شاء الله- ويمكنك تناول مقويات للدم للتغلب على حالة الضعف العام وعدم التركيز، وسوف تتحسن حالتك الصحية -إن شاء الله-.

ويمكن وصف الأدوية المضادة للاكتئاب في علاج هذا المرض مثل cebralex 20 mg ، وهذا الدواء يحسن الحالة المزاجية، ويعطي الشعور بالراحة النفسية ويعالج الاكتئاب، مع الاستمرار على تناول الدواء 6 شهور متواصلة، ثم التوقف عنه وسحبه بالتدريج عن طريق أخذ نصف قرص يوميا، ثم نصف قرص يوما بعد يوم لعدة شهور أخرى، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- إلى تحسن الشهية بالإضافة إلى ما ذكرناه من تناول وجبات خفيفة ومتكررة، ومليئة بالسعرات الحرارية حتى يزيد الوزن.

والخميرة تحتوي على فيتامين (ب) المركب، وعلى بعض البروتين والخمائر، وهي تفيد في فتح الشهية وتحسن الهضم وزيادة الوزن إذا تم تناولها في صورة حبوب أو خميرة جافة أو طازجة مع الزبادي وحتى العصائر، وتفيد البشرة الجافة إذا تم خلطها مع العسل، ولكن وضعها على البشرة لا يفيد الوزن ولا يحسن الهضم ولا يفتح الشهية، وهذا الكلام ينطبق على مسحوق الحلبة.

ويمكنك تناول مجموعة من الفيتامينات مثل: رويال جلي وأوميجا (3)، بالإضافة إلى Ferose F التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة فيتامين (د) 600000 وحدة دولية في العضل مرة واحدة، وتكرر بعد 4 إلى 6 شهور؛ لأنه ضروري جدا لتقوية العظام وتجنب مرض الهشاشة فيما بعد، ولا مانع من تناول كبسولات celebrex 200 mg بعد الأكل عند اللزوم في حال الشعور بالألم، حتى تتم تقوية الدم وتحسن الوزن.

مع المصالحة مع النفس وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن.

وفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات