كيف أحدد هدفي وأعرف ما أريد مستقبلا؟

0 290

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 14 سنة، طموحة وحيوية ونشيطة، وأحب الحياة، ودائما مبتسمة وأثق 100% أنني سأكون شيئا كبيرا بالمستقبل، وأنه سيكون مزدهرا -بإذن الله- ولكن مشكلتي الصغيرة ورغم صغرها إلا أنها ستغيرني وتفيدني أكثر، ألا وهي عدم تحديد ما أريد أن أصبح بالمستقبل.

سألتنا يوما معلمتي -أنا وزميلاتي-: ماذا تردن أن تصبحن بالمستقبل؟ فأجابت إحداهن: أنها تريد أن تصبح جراحة قلب. والأخرى: مهندسة ديكور. والثالثة: طبيبة أطفال. والرابعة... والكثير من المهن، إلا أنا ليس لي جواب، ولا أعرف ماذا أريد أن أصبح! قررت قراءة الكتب العامة عن المهن، والكثير من الكتب الأخرى التي قد تجذبني لبعض المهن، ولكن أيضا دون جدوى، فلم أحب شيئا، ولم تجذبني أي مهنة أو عمل أريد أن أفعله بالمستقبل. برغم أن لدي الكثير من الهوايات، فأنا أحب الرسم وأعرف أرسم وأكتب الشعر، وأيضا أكتب بعض الخواطر وأحب إلقاء المواضيع، وخاصة في المواضيع الإيجابية عن الأمل أو التفاؤل وغيرها، فشاركت في العديد من الحفلات المدرسية للإلقاء والمسابقات للإلقاء أيضا، وأيضا الإنشاد.

رغم هذه الهوايات والمواهب التي وهبني إياها ربي إلا أنني لا أعرف ماذا أريد بالمستقبل أن أفعل، أريد تحديد هدف وأفعله وأحققه، أريد شيئا أدرسه وأجتهد فيه الآن؛ لكي أنجح فيه بالمستقبل. أريد أن أعرف كيف أحدد هدفي، وكيف أعرف ما أريد أن أفعله مستقبلا لأجتهد من الآن؟

وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طموحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والتوفيق.

ابنتنا العزيزة: نحيي فيك هذه الرغبة والدافعية العالية والأحلام والطموح الكبير، وهذا إن دل إنما يدل على ثقتك القوية في نفسك.

موضوع اختيار التخصص أو المهنة المستقبلية من الموضوعات المهمة، والتي ينبغي للفرد أن يدرسها دراسة مستفيضة قبل أن يختار؛ لأنها ترتبط بحياة الفرد المستقبلية، فإذا تم الاختيار وفقا للقدرات العقلية والميول الدراسية أو المهنية فسيشعر الإنسان بالمتعة والسعادة وهو يدرس، أو يؤدي عمله. أما إذا تم الاختيار للتخصص وفقا لرغبة الآخرين، أو لتحقيق أهداف أخرى غير موضوعية، فربما لا يجد الشخص نفسه في هذه الدراسة أو هذه المهنة.

أحيانا الرغبة وحدها ليست كافية لتحقيق الهدف، وإنما لا بد من مراعاة القدرات العقلية والميول المهنية، فبعض الطلاب ينجح في دراسته، ولكن عندما ينخرط في مجال العمل يشعر بعدم الرضا عن وظيفته، فنقول لك -أختي الكريمة-: إن الإنسان يمكن أن يبدع في أي مجال من مجالات الحياة ما دامت له قدرات وميول تؤهله للتفوق في هذا المجال.

الواضح من استشارتك أن قدراتك العقلية تؤهلك للنجاح في المجال الذي تختارينه -إن شاء الله- وإذا تطابقت القدرات العقلية مع الرغبة ستكونين أكثر نجاحا وتفوقا. والتدريب مع الاستعداد الفطري قد يعجل بظهور الموهبة، وتصل إلى أعلى مداها أو مستوياتها، وبدونه قد تظهر الموهبة ولكن في حدود.

هناك اختبارات لاكتشاف الميول والمواهب ربما تساعدك في معرفة ما تمتلكينه من قدرات وميول، سواء كان في مجال اللغة، أو الرسم، مع الاسترشاد برأي الخبراء في المجالين في كيفية تنمية ذلك. وقد لا يكون هناك تعارض إذا كنت متخصصة في اللغة وتجيدين الرسم في نفس الوقت، أو في الطب وتجيدين فن الإلقاء، والأمثلة كثيرة في هذا المجال.

ولا بأس في هذه المرحلة من الإكثار من القراءة في مجالات متعددة إلى أن تتبين الميول بصورة واضحة، وتكتشفين ما يناسب قدراتك وإمكانياتك في المستقبل القريب -إن شاء الله- خاصة وأن تقدم العلم المتسارع يظهر كل يوم تخصصات وعلوما جديدة لم تكن موجودة في الماضي.

نسأل الله تعالى أن يهديك لما فيه صلاح دينك ودنياك.

مواد ذات صلة

الاستشارات