السؤال
السلام عليكم..
في فجر يوم الاثنين حدث لي تشنج في منطقة الظهر، مع انتقاله إلى باقي أجزاء الجسم، وصرت أصرخ بدون وعي، ودخلت في غيبوبة، وبدأ الزبد يخرج من فمي، ثم تم نقلي إلى الطوارئ، وأعطوني إبرة فولتارين ومسكنا ومغذ في الوريد، وإلى الآن أشعر بألم مع تشنج في أسفل ظهري، بالرغم من أنني تناولت دواء Relaxon وبروفين، ولقد راجعت الطبيب وسألني عدة أسئلة، منها:
هل أشعر بالحزن؟ أو هل حملت شيئا ثقيلا؟ أو هل أحدهم ضربني على ظهري؟ وكانت إجابتي على جميع الأسئلة بالنفي، ثم طلب مني صوره MRI للقلب والدماغ، مع تخطيط للدماغ والقلب، وقال: إن الوضع ليس مطمئنا، ولكن الرنين سوف يبين ما الذي يحدث بالفعل.
أرجو إفادتي ما هو تشخيص مرضي؟ وما مدى خطورته؟ وهل هذه فعلا أعراض مرض الصرع؟ لأنني قد قرأت في الانترنت عن هذه الأعراض، وهل سوف تبقى الآلام أسفل ظهري؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الصرع مرض مزمن لا يأتي فجأة، بل هناك تاريخ مرضي طويل للمرض، وأهم أداة في التشخيص هي التاريخ المرضي الدقيق للمريض، ويتم ذلك بمساعدة من الأسرة، والملاحظات التي تدونها عن حالة المريض، والوصف الدقيق للنوبة.
أما الأداة الثانية، فهي رسم المخ الكهربائي، وهو جهاز يسجل بدقة النشاط الكهربائي للمخ، وذلك بواسطة أسلاك تثبت على رأس المريض، وفيه تسجل الإشارات الكهربية للخلايا العصبية على هيئة موجات كهربائية.
والموجات الكهربائية خلال نوبات الصرع أو ما بين النوبات يكون لها نمط خاص يساعد الطبيب على معرفة هل المريض يعاني من الصرع أم لا، كما يتم الاستعانة بالأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي للبحث عن وجود أي إصابات بالمخ، والتي من الممكن أن تؤدي إلى الصرع.
وأغلب الظن أن التشنجات التي حدثت في المرة الأولى لها علاقة بما يسمى Tetany، وهي حالة تنتج على التوتر النفسي الذي يؤدي إلى سرعة في معدل التنفس، مما يؤدي إلى نقص الكالسيوم المتأين، مما يؤدي إلى تشنج عضلي خصوصا في الأطراف، ويقوم الجسم بعد ذلك بإعادة ضبط مستوى العناصر في الدم، وتختفي الحالة، ويتم النصح بأخذ نفس عميق، حتى يمكن ضبط مستوى الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم، وبالتالي ضبط نسبة الكالسيوم المتأين، واختفاء الحالة.
وليس هناك خطورة، والمهم هو التشخيص الدقيق والمتابعة مع استشاري مخ وأعصاب، وحتى مرض الصرع له علاج يتم تناوله بصفة مستمرة لمدة عام ونصف إلى عامين، ويعطي نتائج طيبة -إن شاء الله-.
وفقك الله لما فيه الخير.