أعاني من مشكلة تجعلني أبتعد عن الصلاة!

0 280

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشكلة تجعلني أبتعد عن الصلاة، أكلم خطيبتي يوميا عدة مرات، وعندما أكلمها أشعر بنزول سائل أبيض شفاف.

علما أني مضطر أن أكلمها عدة مرات؛ لأن كلا منا ببلد مختلف، كيف لي أن أصلي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – أيها الولد الحبيب – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله بأسمائه وصفاته أن ييسر لك إتمام الزواج، وأن يعفك بحلاله عن حرامه.

أولا: نحن نبشرك – أيها الحبيب – بما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (ثلاثة حق على الله عونهم) ومنهم (الناكح يريد العفاف) فمتى ما اجتهدت في إكمال هذا النكاح قاصدا بذلك إعفاف نفسك فإن الله سبحانه وتعالى سييسر لك ذلك الإتمام.

وإلى أن يتم ذلك – أيها الحبيب – فإن هذه الفتاة لا تزال أجنبية عنك ما دمت لم تعقد عليها العقد الشرعي، ومن ثم فإن نصيحتنا لك أن تأخذ بتوجيهات الله تعالى، وتوجيهات رسوله؛ الكفيلة لإسعادك وتيسير الأمور لك، والله سبحانه وتعالى قد قال: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله} فمن لم يقدر على الزواج فهو مأمور بالأخذ بأسباب العفة.

والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا معشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

وكن على ثقة – أيها الحبيب – من أن وقوفك عند حدود الله تعالى وعدم تجاوزك لهذه الحدود هو من أعظم الأسباب لتيسير أمورك والوصول إلى ما تحبه وتتمناه.

فهذه الفتاة – كما قلنا – يجب عليك أن تتعامل معها كتعاملك مع غيرها من النساء الأجنبيات، والحديث معها لا يجوز إلا إذا كان منضبطا بالضوابط الشرعية، ومن ذلك: أن تكون الحاجة داعية إليه، وألا يكون فيه خضوع ولين، وألا يكون مثيرا للشهوة، فإذا انضبط بهذه الضوابط فلا بأس، وقد قال الله سبحانه وتعالى لأمهات المؤمنين – وهن القدوة والأسوة لمن بعدهن من النساء -، قال سبحانه: {فلا تخضعن بالقول}.

وعلى كل تقدير فإنك إذا كلمت هذه الفتاة ونزل منك هذا السائل الذي وصفت في سؤالك، فهذا السائل هو المذي في الغالب؛ لأن المذي يخرج عند الشهوة، أي عند ثوران الشهوة، لكن بلا شهوة، أي لا يتلذذ الإنسان بخروجه، وهو سائل أبيض، شفاف، لزج، وأحكامه أحكام البول، فهو في نفسه نجس، يجب تطهير البدن والثياب منه، وهو أيضا ناقض للوضوء، فإذا خرج منك وجب عليك أن تستنجي وتطهر ما أصاب ثيابك منه، ثم تصلي.

وليست هذه المشكلة عذرا يحول بينك وبين الصلاة، بل الواجب عليك أن تؤدي الصلاة في وقتها، فإن ترك الصلاة الواحدة حتى يخرج وقتها - من غير عذر في هذا الترك من نوم أو نسيان – ذنب من أقبح الذنوب، بل هو أكبر الذنوب بعد الشرك بالله تعالى، فاحذر من أن يجرك الشيطان إليه.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات