السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الصيام الطبي أو الصيام الصحي (water fasting) له أضرار على الجسم؟ حيث إنه انتشر جدا في الدول الغربية لعلاج العديد من الأمراض.
بارك الله فيكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الصيام الطبي أو الصيام الصحي (water fasting) له أضرار على الجسم؟ حيث إنه انتشر جدا في الدول الغربية لعلاج العديد من الأمراض.
بارك الله فيكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ashraf حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الصيام الطبي: يمكن للإنسان أن يصوم مدة سبعة أسابيع متواصلة على الماء فقط بأمان تام، هذا ما أثبتته دراسات العديد من المراكز العالمية، وبالأخص في ألمانيا، وقد كان أول من صام هذا الصوم الطبي سيدنا موسى -عليه السلام-، ولمدة أربعين يوما، أي حوالي ستة أسابيع، وهي المدة المذكورة في القرآن الكريم في جبل الطور قبيل استلامه لألواح الشريعة.
نعرف الصوم الطبي بتوقيف كل مصادر الغذاء قاطبة ماعدا تناول الماء، حتى لا يدخل الجسم غير الماء فقط، ويذكر عند المهتمين من الأطباء عبر العالم بالصوم الطبي أن تناول أي عنصر غذائي آخر قد يضر بالجسم، ليؤدي ذلك بأن يبدأ الجسم بحل العضلات، وهذا أحد مظاهر أمراض العوز الغذائي أو المجاعة، وهذا الامتناع المسمى (الصوم الطبي)، والذي يستمر لفترة من ثلاثة أيام إلى حتى خمسة أسابيع، حيث يستمر حتى عودة "الشعور بالجوع" إلى الصائم، والتي تحدد نهاية فترة الصوم الطبي.
عودة الشعور بالجوع ستختلف من شخص إلى آخر حسب نسبة مخزون الدهون في كل جسم على حدة، وتختلف في المدة من أسبوع إلى عدة أسابيع.
يجب التنبيه على أن الصائم يمتنع عن كافة أنواع المواد الغذائية، ولا يتناول أثناء صومه إلا الماء فقط بأية كمية على مدار اليوم، وهو يعطي صفرا من السعرات الحرارية، حيث يلجأ الجسم بمجرد بدء الصيام الطبي والشعور به إلى فتح برامج خاصة لا تفتح إلا في حالات الطوارئ فقط، وتلك البرامج تقوم بهدم الدهون المختزنة وتحويلها إلى (جلوكاجون)، ثم تحويله بالتالي إلى طاقة لتشغيل الجسم، وهكذا يستمر عمل البرنامج إلى أن ينتهي من هدم جميع الدهون المختزنة بالجسم؛ فيعطي إشارات خاصة بذلك إلى المخ الذي يرسل بإشاراته إلى أعصاب المعدة التي تشعر صاحبها بعودة "عامل الجوع"، فيبدأ أول تناول للطعام بالتلبينة لمحتوياتها الغنية بالأملاح المعدنية، ولما لها من فوائد جمة بعد فترة الصيام الطبي مباشرة.
لا بد أن نميز بين المجاعة والعوز الغذائي من جهة، وبين الصوم الطبي وتفاعل الجسم في الأمرين.
تعتبر أمراض "العوز أو الفقر الغذائي" ناشئة عن المجاعات التي تعصف بحياة الشعوب؛ لأن الموت يعاجل من يتناول الماء وعنصرا أو عناصر قليلة لا تفي بحاجة الجسم، كالدقيق الأبيض، أو السكر، فيلجأ إلى استخدام المخزون من الأملاح المعدنية، أو العناصر الأخرى التي تنفد بسرعة، فتظهر "أمراض العوز أو الفقر الغذائي" التي تنشأ عن عدم توفر هذه الأملاح المعدنية أو العناصر الأخرى؛ مما يعجل بوفاة الشخص المصاب، ويظهر ذلك جليا بين الشعوب التي تعاني المجاعات في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
أما في حالة "الصيام" الطبي، فإن "المدخرات الغذائية" تستعمل بشكل متوازن ودقيق، فيحافظ الجسم على التوازن الكيميائي، ويسيطر بسهولة على مدخراته الغذائية بحكمة بليغة، تكفي لفترة طويلة، قبل "عودة عامل الجوع"، ويظل الجسم حتى نهاية "الصيام" لا يصيبه أدنى خلل.
فوائد هذا الصوم هائلة؛ من انخفاض الضغط الشرياني، شفاء مرضى الداء السكري (الذي لم يمض عليه فترة خمس سنوات)، يكفيهم صوم أسبوعين، لتزول أعراض المرض عندهم، دون الحاجة للعودة إلى استعمال أي دواء خافض للسكر في الدم، انخفاض في دهون الجسم، شفاء لجملة كبيرة من الأمراض، كالداء الرثواني والحساسية والشقيقة والقولون العصبي والتهابات الجيوب الأنفية المزمنة.
عندما يتم تطبيق الصوم الطبي في مراكز متخصصة وتحت أشراف طبي مؤهل؛ فإن المضار أو الاختلاطات للصوم الطبي نادرة.
مع تمنياتي لك بالفائدة المرجوة -بإذن الله-، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.