السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي عمرها 38 سنة، للأسف أجهضت ابنها في الأسبوع 21 من حملها، ومنذ بداية الحمل وهي تعاني من إفرازات دموية سوداء اللون وبنية، وذهبت لعدة أطباء معروفين بخبرتهم، ولم يستطيعوا تحديد مصدر الدماء، وقيل لها بأن هذا لن يؤثر على سير الحمل، لأن الجنين كان سليما حسب أقوالهم، إضافة إلى ذلك فقد تم أخذ عينة من عنق الرحم، وتبين أنها سليمة، وفحص الالتراساوند لم يظهر مصدر الدماء.
في الأسبوع 21 عانت من طلق مبكر خفيف، وبعدها حصل نزيف دموي شديد، وبعدها حصل الإجهاض، وأختي قد سبق وأنجبت طفلتين سليمتين -والحمد لله-، الأولى ولادة طبيعية، والثانية قيصرية.
كما أن أختي تعاني من مرض ال Colitis، وتأخذ أدوية، وقيل لها أنها لا تضر بالحمل، وذلك وفق الاستشارة الطبية، فماذا يمكن أن يكون سبب الإجهاض بعد إرادة الله تعالى؟ ومتى يمكنها أن تعاود محاولة الحمل من جديد؟ مع العلم أنه تم إجراء عملية كحت للرحم، وأي الفحوصات الطبية عليها القيام بها قبل أن تحاول الحمل مرة أخرى؟ وكيف يمكننا التخفيف عنها؟ حيث أنها راضية بقضاء الله، ولكن الألم يعتصرها، وتأتيها موجات من البكاء والانهيارات.
وجزاكم الله عنا خيرا، ووفقكم إلى ما يحب ويرضى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك اهتمامك بأختك، وحرصك على صحتها، ونسأل الله عز وجل أن يعوضها بكل خير، وأن يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك.
إن أسباب الإجهاض المتأخر أو الولادة المبكرة كثيرة، ومنها:
1- أن يكون هنالك خلل حدث في صبغيات المضغة خلال مراحل الانقسام المبكرة، وفي أغلب الحالات لا يمكن تشخيص الخلل الصبغي بالتصوير التلفزيوني.
2- أن يكون الحمل توأما، أجهض أحدهما في مرحلة مبكرة جدا، فلم تتم رؤيته بالتصوير، وبقي الثاني، وفي مثل هذه الحالة فإنه يرتفع كثيرا احتمال إجهاض التوأم الثاني.
3- أن يكون قد حدث انفصال في طرف المشيمة ثم تطور إلى ولادة مبكرة.
4- وجود بعض الالتهابات في عنق الرحم، صعدت إلى كيس الحمل وسببت المشكلة.
وهنالك أسباب واحتمالات أخرى: كقصور الغدة الدرقية، أو وجود تشوه في جوف الرحم، أو غير ذلك، ولكن أحب أن أوضح لك بأنه في كثير من الحالات لا نتمكن من معرفة سبب الإجهاض أو الولادة المبكرة، ونسمي الحالة بالإجهاض غير المفسر.
والتحاليل التي يجب عملها هي:
RPR-TORCH-ANA-ACA-LA-PROTIEN C-S- TSH-PROLACTIN -GTT-HVS CULTURE
ووضحي لأختك بأنه لا يوجد حمل مضمون، أي أن ينتهي بطفل حي وسليم، حتى لو كان كل شيء طبيعيا، فنسبة الإجهاض هي 15%-20%، ونسبة الولادة المبكرة هي 7%، وهذه النسب تصبح أعلى من ذلك عندما تكون الحامل بعمر فوق 35 سنة، لذا يجب أن تكون السيدة مستعدة لمثل هذه الاحتمالات التي لا يمكن منعها، والحمل الطبيعي قد ينقلب فجأة إلى حالة إسعافية، وكل ما يقدمه الطب والأطباء ما هو إلا أخذ بالأسباب ليس إلا، ويبقى الله عز وجل هو خير الحافظين.
بعد الإجهاض أو الولادة المبكرة يمكن للسيدة الحمل بعد مرور فترة 6 أشهر، حيث يكون الجسم قد تخلص من كل آثار الحمل السابق.
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك وعليها ثوب الصحة والعافية دائما.