هبوط الضغط والخوف غيَّرا مسيرة حياتي وأكاد أفقد عملي!

0 375

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 28 سنة، حدثت لي مشكلة منذ سنة وشهرين، حيث إنني موظف في منطقة بعيدة عن أهلي 900 كيلو، كنت أسافر لعملي، وأسكن لوحدي، ومتأقلم مع الوضع جدا، وأعيش حياتي على أحلى ما يكون، لم أشكو من الوحدة، أو طول المسافة، ولله الحمد.

في إحدى الليالي لم آكل جيدا ذلك اليوم، وعملت رياضية ونمت، وحدث معي هبوط بالضغط لأول مرة بحياتي، وصحوت من النوم والدنيا تدور بي، ذهب بي جارنا إلى المستشفى، وقالوا: الضغط نازل، بعدها حدثت معي آلام، وصرت أستفرغ، وحدثت معي وقت الاستفراغ رجفة برجلي.

قال الدكتور: قد تكون من فقدان الجسم للسوائل، وصار عندي خوف غريب جدا، صرت أفكر، وأخاف، وأي تعب بسيط أقول: الضغط هبط عندي، وكنت متوترا دائما، وكذلك وأنا راجع لأهلي تعبت، وصرت أستفرغ، فمررت إلى مستشفى بالطريق، وكل التحاليل سليمة، لكن فيني خوف، وقلق، وتوتر، ومعدتي حساسة، وقد أصبح بعض الأكل يتعبني، خاصة الدسم والحامض.

رجعت لأهلي، وقمت بعمل أشعة مقطعية، وتحاليل جرثومة معدة، ومنظار للقرحة، وكلها سليمة، ولا زلت أعاني من غثيان، وأستفرغ، وأتوتر، وأخاف، فذهبت لاستشاري باطنية، وقال: لديك التهاب في جدار المعدة، وصرف لي علاجا للتهاب المريء، وشكوت له مشكلة الخوف، وأني لا أقدر أن أسافر لدوامي، وأخاف أن أتعب بالطريق.

صرف لي علاجا نفسيا للخوف، قال: استمر عليه 3 أشهر، ومنذ أول يومين أحسست بأعراضه بجسمي، وقد أتعبني؛ فأوقفت العلاج النفسي، ولم أراجع الدكتور، فذهب معي أخي، وسكن معي في منطقة عملي، ولكن لا فائدة، فمن أول يوم تعبت، واستفرغت، فرجعت لمنطقة أهلي، وقدمت إجازة من العمل بدون راتب.

الآن لي تقريبا سنة جالس بالبيت، حياتي انتكست تماما، كنت أسافر خارج دولتي، وأسافر مسافات طويلة لوحدي برا، وأضحك كثيرا، ولكن الآن أشتكي من التعب دائما، وعندي خوف مسيطر على تفكيري.

عملت تحليلا قبل شهر ونصف، للغدة الدرقية، وقالوا: أنت سليم، وتحليل فيتامين (د)، وقالوا: هو 14، وصرف لي الطبيب دواء، استمريت عليه مدة شهرين، والآن مر شهر ونصف، ولم أحس بتحسن، وأشكوا دائما من آلام الفخذ، ومنطقة الساق، وتأتيني دوخة كثيرا، ولما أكون بمكان غريب لا أحب أن أجلس، وأحب أن أرجع للبيت وأرتاح.

أحس أنه سيغمى علي، وأحس بتوتر، ويدي تتعرقان بغزارة، وصار عندي خوف من الموت، وقبل أن أسافر لا أنام الليلة التي قبل السفر، أخاف، وأتخيل أني إذا سافرت سأتعب وأمرض، وفعلا إذا سافرت يحدث ما كنت أفكر فيه.

والآن تطورت الأمور، وصار عندي خوف من المشي، وأتخيل إن مشيت 10 دقائق متواصلة سيهبط الضغط معي، وأسقط ويغمى علي وأموت، فصرت أكره المشي، وإذا مشيت وأطلت دقائق؛ أحس بألم ودوخة وتوتر، وجسمي يعرق، وإذا قدت السيارة 10 دقائق؛ أشعر أنه سيغمى علي، وينخفض الضغط معي، وأتعب وأرجع البيت مسرعا بالسيارة؛ خوفا من أن يغمى علي.

حياتي تدهورت، انتكست كثيرا صحتي بسبب تفكيري والخوف الذي داخلي، ذهبت إلى راق شرعي، وقرأ علي، وقال: ولله الحمد لا يوجد بك سحر أو مس ولا عين، إنما هو قلق نفسي فقط، ولا أعرف الطريقة للخروج مما أنا فيه.

أريد أن أعود لدوامي، لا أريد أن أفقد وظيفتي، أريد أن أعود كما كنت بالسابق، الآن أنا دائما في حالة خوف وقلق نفسي، لا أحب السفر، ولا أحب الخروج من المنزل؛ خوفا من أن يهبط الضغط ويغمى علي، أو أستفرغ بالطريق وأتعب.

ذهبت من عمري سنة وشهران وأنا على هذا الحال، حالتي في انتكاس، والخوف يزداد أكثر كل يوم، ولا يتحسن، والآن أعاني من آلام بالفخذ والمعدة، رغم أن الأشعة والتحاليل سليمة ولله الحمد.

ساعدوني جزاكم الله خيرا، فحياتي تتدهور للأسوء كل يوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعا حادثة هبوط الضغط والتي استيقظت على أثرها من النوم، وبعد ذلك انتابتك نوبة المخاوف، إذا هنالك حدث حياتي رئيسي أدى إلى بروز مكون المخاوف لديك، وبعد ذلك تطورت أعراضك لتصبح أعراض نفسوجسدية، يعني أن قلق المخاوف أصبح هو الذي يؤدي إلى وساوس كثيرة حول صحتك وحول الأمراض، مما جعلك تتأثر لأبسط الأشياء: التهاب جدار المعدة مثلا.

وأنت الآن تعيش دوامة، دوامة القلق، التوتر، الخوف، الأعراض النفسوجسدية، والشعور بأنه سوف يغمى عليك، وسوف ينخفض الضغط، وهذا قطعا شعور وسواسي، وأنا أؤكد لك أن الحالة بسيطة، بالرغم مما تسببه من إزعاج.

أولا: حاول أن تتجاهل هذه الأعراض، اقطع الربط ما بين نزول الضغط وما حدث لك سابقا، فهذه الحادثة قد انتهت، وهي حادثة واحدة في الزمان وليس من الضروري أن تتكرر.

ثانيا: أنصحك بالنوم المبكر، وأقصد بذلك النوم الليلي.

ثالثا: طبق تمارين الاسترخاء حسب ما ورد في استشارة إسلام ويب تحت رقم (2136015)، كما أن ممارسة الرياضة مهمة وضرورية جدا.

لا تشغل نفسك بأمور السحر والعين وغيره، نعم هي موجودة، لكن -إن شاء الله تعالى- إن وجدت علاجها أيضا موجود، وهو أن يكون الإنسان حريصا على صلواته وأذكاره والدعاء والاستغفار، وليس أكثر من ذلك، وليعلم الإنسان يقينا أن الله خير حافظا، وأن الإنسان مكرم ولا شك في ذلك.

عليك وحتى تصرف نفسك عن هذه الأعراض أن تنطلق في مسارات الحياة، مسارات العمل، التواصل الاجتماعي، الحياة الأسرية الطيبة... هذا كله –أيها الأخ الكريم– يجعل هذه الأعراض تزول عنك.

والنقطة الأخيرة هي: من الأفضل أن تذهب إلى طبيب نفسي، أنت تحتاج بالفعل لعلاج دوائي، وأفضل دواء يساعدك هو الذي يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، والحمد لله تعالى يوجد مستحضر جيد جدا، منتج سعودي من هذا المستحضر، يعرف تجاريا باسم (جنبريد genprid) والدواء أنت تحتاجه بجرعة كبسولة صباحا ومساء، وقوة الكبسولة خمسون مليجراما، تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسين مليجراما صباحا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، هذا من الأدوية الرائعة والراقية والمفيدة جدا، والسليمة، وقليلة الآثار الجانبية.

بعد أن تتناول الجنبريد انتظر لمدة شهر، إن لم يظهر تحسن حقيقي في حالتك هنا أقول لك يجب أن تضيف عقارا يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) هو أفضل مضادات قلق المخاوف الوسواسي، كما أنه محسن للمزاج.

جرعة السبرالكس هي أن تبدأ بخمسة مليجراما –أي نصف حبة– تتناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول السبرالكس.

وبالنسبة للدوجماتيل استمر في تناوله حتى في حالة أنك احتجت أن تضيف السبرالكس.

ختاما أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات