الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضغط وصداع وألم في فقرات الرقبة ونزلة معوية..ما الذي يحدث لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا إسلام، عمري 29 سنة، آسف إذا أطلت عليكم.

بداية المرض كان عندي ضغط منخفض جدًا رغم أني أزيد الملح، وأشرب أكثر من 3 لتر ماء كل يوم، وأهتم بالوجبات، ذهبت إلى الطبيب، وكتب لي محلولاً، فاستقر الضغط، ولكن منذ ذلك اليوم وضغطي 100/65، وينزل إلى 90/60، مع الشعور بصداع فقط، ودوخة.

ذهب الضغط من تلقاء نفسه، ثم جاءني التهاب في فقرات الرقبة، مع صداع في مؤخرة الرأس لأكثر من أسبوعين حتى شفيت بفضل الله، ثم حصل صداع شديد من الجانبين، وكان ينتقل إلى وسط الرأس، وإلى الجبين.

عملت أشعة رسم مخ، وأشعة مقطعية على المخ، وذهبت إلى طبيب عيون، وذهبت إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة، وكل الفحوصات سليمة، ولم يعرف أحد سبب الصداع.

ثم جاءتني نزلة معوية في المعدة، مع ترجيع وحموضة، وعسر هضم، مع وجع في منتصف الصدر، وإحساس بنغزات وثقل ناحية القلب، مع العلم أنني عملت إيكو مرتين خلال شهرين، وعملت رسم قلب مجهود، والفحوصات سليمة. هل النغزات والثقل الذي أجده ناحية الصدر من الجانب الأيسر سببه ارتجاع المريء؟

هل هذا طبيعي أن يحدث في فترة 3 شهور، خصوصًا أنني على وشك الزواج بعد شهر؟ مع العلم أنني وخطيبتي لا توجد بيننا أي مشاكل أو ضغوط منها أو من أهلها، وللأسف في الصلاة أصلي متقطعًا، لكنني مواظب على أذكار الصباح والمساء، والدعاء كثيرًا.

أرجو المساعدة والرد؛ لأنني منذ أكثر من 3 شهور، كل أسبوع أشعر بتعب مختلف، مع العلم أن لدي صديقًا في بورسعيد، قال لي إنه كان عنده نفس الأعراض، وذهب إلى شيخ، وقال له: "فيك عاشقة"، ولما قام بالرقية الشرعية وبالعلاج بالقرآن والأدعية أصبح بخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مسألة هبوط الضغط في الغالب يكون مرتبطًا بالجهد البدني والإرهاق في تجهيز شقة الزوجية، ندعو الله لكم بالتوفيق والذرية الصالحة، وعليك بتناول السوائل والماء والمخللات، وأخذ قسطٍ كافٍ من النوم ليلاً، مع القيلولة ظهرًا، ولو ساعة أو أقل، وسوف يتحسن ضغط الدم -إن شاء الله-.

كذلك فإن ألم الرقبة يأتي من حمل أشياء ثقيلة، أو الجلوس على الكمبيوتر والجوال لساعات منحني الرقبة؛ مما يؤدي إلى صداع الرقبة الخلفي tension headache، ولا مانع من تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين في اليوم، مع حبوب باسطة للعضلات ثلاث مرات في اليوم، لمدة 7 أيام، ثم عند الضرورة بعد ذلك.

والنزلة المعوية غالبًا من تأثير وجبة ملوثة في الشارع، وما أكثر الطعام الملوث، خصوصًا اللحوم والأسماك، والنزلة المعوية تؤدي إلى إسهال، وقيء، وألم في البطن، مع حموضة وارتجاع، وعليك بالتالي الحرص في تناول الطعام على تجنب اللحوم والأسماك ما لم تكن مطهية في البيت، ولا مانع من عمل تحليل براز، وعمل تحليل صورة دم للتأكد من عدم وجود بكتيريا في البراز.

وأرجو أن تكون حذرًا في التعامل مع مسائل الرقية الشرعية، وألا تذهب إلا للراقي الثقة الذي يرقي الناس بالكتاب والسنة، ولا يستعين بأمور الدجل والشعوذة، فهنالك منتحلون كثيرون لهذه المهنة، وهنالك دجالون وعرافون يخدعون الناس، والعراف غالبًا يكون رجلاً جاهلاً لا يجيد قراءة آية من المصحف، ولكن لديه خبرة في الاحتيال على الناس، وحفظ بعض الجمل التي تحتمل أكثر من معنى، وله تأثير نفسي على المتلقي.

وفي تقديري أن حالتك طبية بحتة، ولكن لا مانع من أن ترقي نفسك بآيات القرآن الكريم، والأدعية من السنة النبوية، فالرقية الشرعية تنفع في كل الأحوال.

وعليك بالمحافظة على الصلاة المفروضة؛ فهي لا تأخذ من وقتك أكثر 10 دقائق في كل مرة، لكن تعطيك الرضا والتوفيق، وقبول الدعاء، وهي لك في المقام الأول، فعندما تتطهر بالوضوء، وتقف بين يدي ذي الجلال تناديه، فإنه يجيب الداعي، وأنت الآن في أمس الحاجة إلى الدعاء، وأنت القدوة لزوجتك -إن شاء الله- فكيف تنظر إليك كقدوة وأنت لا تصلي الصلوات على وقتها؟! وهب أنها فعلت كما تفعل، فكيف يكون الوضع؟ وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه)؛ متفق عليه.

ونؤكد على أهمية ضبط مستوى فيتامين D من خلال أخذ حقنة فيتامين D3، جرعة 300000 وحدة دولية، أو جرعة 200000 وحدة دولية حسب المتوفر، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيًا لمدة 12 أسبوعًا، مع الحرص على تناول مكملات غذائية مثل حبوب المغنسيوم جليسينات 500 مج لمدة شهرين، أو أكثر وهي موجودة في الصيدليات، وفي محلات المكملات الغذائية، مع تناول البروتين الحيواني ومنتجات الألبان للحصول على الكالسيوم من مصادره الطبيعية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً