السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي العلمي -ولله الحمد-، أقيم في بلد غير بلدي، مشكلتي أنني محتارة في اختيار التخصص، لست جيدة في الحفظ، وأفضل المواد العملية، وأتمنى أن أدخل كلية الطب أو الهندسة، ولكن -للأسف- لا يسمحون لي في البلد الذي أقيم فيه بدراسة هذه التخصصات.
هل أتنازل عن حلمي، وأدخل تخصصا آخر -تخصص أدبي- أم أنتظر ربما الأمور تتغير مستقبلا؟ وما هو التخصص الأنسب لي؟ وماذا عن كلية الصيدلة؟ سمعت أن مقدار الحفظ فيها كثير، فهل يناسبني دخولها؟
أنا في حيرة من أمري، أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
بخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: أول ما ينبغي التفكير فيه -أختنا الكريمة- هو الممكن وليس المستحيل، فإذا كانت الكليات هذه لا تدرس في منطقتك فلا تفكري فيها، ولا تضيعي عمرك في الانتظار، بل مباشرة اذهبي إلى المتاح وساعتها تبدئين بالاختيار.
ثانيا: من الخطأ عند بعض الطلبة أنهم يظنون أن الكليات الأدبية تقوم على الحفظ المجرد، وهذا خطأ بل وهم، بل إن أساس الحفظ الفهم، فلا فهم بلا حفظ، ولذلك يقولون كل فاهم حافظ وليس كل حافظ فاهم.
ثالثا: كلية الصيدلية كلية متميزة، ومضمون مستقبلها جيد، وإذا كانت متاحة عندك ودرجاتك العلمية ترشحك لها، فإننا نرى أنها الأنسب ولكن بعد الاستشارة والاستخارة.
رابعا: إذا وضعت عينك على كلية أو اثنتين أو ثلاث، استشيري -أختنا- من سبقك إليها، ومن تخرج فيها، عن الصعوبات التي واجهتهم، وعن أسلوب الجامعة وكيفية الدراسة فيها، فإن هذا يعطي لك انطباعا جيدا عنها.
خامسا: بعد الاستشارة اركعي لله ركعتين، استخيري الله -عز وجل- فيما أردت الالتحاق به، واعلمي أن الخيرة ترقبك بعد الاستخارة فلا خاب من استشار ولا ندم من استخار.
سادسا: نشرح لك الآن صلاة الاستخارة بطريقة مبسطة:
- صلاة الاستخارة كغيرها من الصلوات يلزمها نية الاستخارة، وكل ما يخص الصلاة من وضوء وغيره.
- يسن بعد قراءة الفاتحة في الركعة الأولى قراءة سورة (الكافرون: قل يا أيها الكافرون) وبعد الفاتحة من الركعة قراءة سورة (الصمد: قل هو الله أحد).
- عقب الانتهاء من الصلاة ترفعين اليدين تضرعا إلى الله عز وجل، بعد حمد الله والثناء عليه، والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
دعاء الاستخارة كما رواه جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: ( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك ) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك ) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به، (ويسمي حاجته ) وفي رواية ( ثم رضني به).
بعد ذلك توكلي على الله، وقدمي أوراق اعتمادك إلى الكلية، واعلمي أن الخير ساعتها ما ييسره الله لك.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يسعدك في الدارين، والله المستعان.