السؤال
السلام عليكم
منذ فترة شهر بدأت لدي أفكار غريبة مسيطرة على أفكاري كل الوقت، وهي أنني أحس بنفسي أني أنا الوحيد الذي يحس، وأتساءل: هل باقي الناس مثلي؟ وعندما أنظر إلى الناس أقول: أريد أن أكون ذلك الشخص من الداخل، وأن أكون مكانه؛ لكي أحس بما يحس، وعندما أتحدث مع أحد أفكر كيف يستطيع هذا الشخص أن يتحدث؟ وكيف وهو مجرد جسم أمامي؟ وهل يرى ما أراه؟ وكيف أنا أراه من الخارج فقط ولا أراه من داخله؟ وكيف أرى نفسي من الداخل ولا أرى نفسي من الخارج مثلما يراني الناس؟ وعدة أفكار غريبة لا أعرف كيف أشرحها لكم.
الحقيقة أنا تعبت، وأريد حلا؛ لأن هذه الحالة تزيد بشكل أكبر كل يوم.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم: الأسئلة التي تدور في خاطرك وتشغل بالك ربما تكون نوعا من الأسئلة الفلسفية أخذت الطابع الوسواسي.
فنقول لك: إن العقل نعمة من نعم الله علينا نستفيد منه كثيرا إذا وجهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة، فهناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور.
أما إذا كان التفكير مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط لعدم تمكننا من إشباع دوافعنا وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية، وإذا استغرقنا في هذا الخيال بشدة فيصعب علينا التمييز بين الواقع والخيال.
نرشدك إلى تعلم مهارات حل المشكلات، وكيفية اتخاذ القرارات. وحاول الاستعانة بالله –أولا- ثم الآخرين، واعرض عليهم آراءك ومقترحاتك، وناقشهم في آرائهم ومقترحاتهم، وستخرج -إن شاء الله- بحلول واقعية لمشاكلك، وبتخطيط سليم يمكنك من تحقيق أهدافك.
وتجاهل مثل هذه الأفكار؛ لأنها لا جدوى منها، فهي مضيعة للوقت والجهد، فوجه تفكيرك نحو صنع الخالق، وتدبر آيات الله في الكون وفي نفسك، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا تتبع خطواته، وأكثر من قراءة القرآن الكريم وتدبره؛ فإنه شفاء لما في الصدور.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.