السؤال
السلام عليكم.
لقد تعرفت على شاب عن طريق الهاتف، وأحببته حبا لا أستطيع التوقف عن التفكير فيه! أحببته حبا لا يمكن أن يوصف! لقد قال لي إنه تعرف إلي بنية الارتباط فقط لا غير، وإنه يرفض أن يقيم معي علاقة غير شرعية، والمشكلة أنني أصدقه، ولكن في كل مرة يخلق لي عذرا أنه لا يستطيع الارتباط بي، لا أعرف ماذا أفعل، أحاول أن أنساه، ولكن لا أستطيع إلا التفكير فيه!
أصبحت أتخيل أنه زوجي، وأنني لن أرتبط بأحد آخر غيره، والمشكلة أنه يتحدث معي في اليوم أكثر من مرة، ونجلس بالساعات ونحن نتحدث! لا أعرف ماذا أفعل!؟ كيف لي أن أتأكد من أن مشاعره صادقة، وأنه يحبني ويريد الارتباط بي!؟
لقد صارحني بماضيه، وأن له علاقات مع فتيات، ولكنني لم أهتم؛ لأنه أقسم لي أنه منذ أن عرفني أقلع عن تلك العادات! ودائما يخبرني أنه يحبني، وأن حياته بدوني لا تساوي شيئا! والمشكلة أنني أشعر بأنه صادق!
لقد طلبت منه أن أراه، ووافق، ولكنه لم يأت! وتحجج أنه لم يستطع، وعاد إلى عادته في التحدث معي لساعات طويلة، لا أعرف ماذا أفعل!؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ سوسو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن النساء خلقن للرجال، ولهن خلق الرجال، وليس للمتحابين مثل النكاح، ولكننا لا بد أن ننبه بأن الهاتف غير كاف لتحقيق المعرفة؛ لأن الشاب كثير الخداع، ويلبس للفتاة الثياب التي ترضيها، ويظهر لها الأخلاق التي تحبها، (ويتمسكن حتى يتمكن) ثم يظهر على حقيقته وتكون الكارثة.
ومن هنا لا بد أن نؤكد للفتيات بأن صديق الهاتف لا يصلح للزواج؛ لأن طالب الزواج يأتي البيوت من أبوابها، ويشغل نفسه بالاستعداد، واعلمي أن العلاقة بالهاتف غير شرعية، ولها مخاطر عظيمة؛ لأن هذا الشاب ربما يسجل هذه المكالمات ثم يهدد الفتاة بالفضيحة إذا لم تستجب لرغباته المحرمة، فتجد البنت نفسها أمام خيارين كلاهما مر، والعاقلة لا تتصل بالشباب من وراء ظهر أهلها، وتعرض مشاعرها ومشاكلها على أمها حتى تعينها على إيجاد الحلول المناسبة.
وأرجو أن توقفي هذه الاتصالات فورا، وإذا كان لهذا الشاب رغبة في الزواج فعليه أن يتقدم إلى أهلك ويطلب يدك بصورة رسمية، وأرجو أن تحكمي عقلك، واتركي العواطف جانبا، ولا أدري كيف أحببت هذا الشاب دون رؤيته ومعرفة أحواله؟ فعليكما أن تستغفرا الله، وتحرصا على تصحيح هذه الممارسة لتكون موافقة لضوابط الشريعة، وأرجو أن يكون أهلك معك حتى يتم هذا الأمر بعون الله وتوفيقه، شريطة أن يكون هذا الشاب صالحا وتائبا من ممارساته الماضية، وحق للإنسان أن يخاف من مثل هذه العلاقات، فكم خدع هذا الشاب من فتيات، والعاقل من يتعظ بغيره!
ولا تصدقي كلامه حتى يقدم البرهان على صدقه، عن طريق طرق الباب وطلب يدك بالحلال، وها هو ذا يتهرب من موعده الذي رتبته معه، وأحذرك من مثل هذه الخطوة لما لها من الخطورة، واحرصي على أن لا يراك إلا في بيت أهلك وحضورهم، وهذا هو الاختبار الحقيقي لصدقه.
ولا توافقي على الحديث معه بالهاتف؛ لأن هذا لا يرضاه الله، وقد يكون هذا الشاب ممن يسجل هذه الأحاديث ويهددك بها، وإذا لم يتوقف فأرجو إخبار والدتك بالأمر والانتفاع برأيها، واحرصي على طاعة الله واللجوء إليه، واجعلي قلبك عامرا بحب الله ورسوله، وحب من يطيع الله ويلتزم بأحكام هذا الدين العظيم.
والله الموفق.