السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة متزوجة منذ سنتين، ولم أرزق بأبناء إلى الآن -والحمد لله- كان سكننا في بداية زواجنا بمدينة بعيدة عن أهلي وأهل زوجي، وكنا نعيش حياة جميلة -ولله الحمد-، وبعد سنتين من زواجنا، طلب زوجي النقل لمدينة إقامة أهلي وأهله، وبالفعل تم النقل ، وفاجأني زوجي بقوله: أنه كل يوم سيذهب لأهله، ويتناول عندهم وجبة العشاء؛ وذلك لأنه يوميا يأتونهم ضيوف، وعذره صعب عند الرجال عندما لا يكون موجودا، حاولت أن أقنعه بأن إخوانه غير المتزوجين يغطون مكانه ولكنه رفض، وقال بعنف: هذه الأمور لا تناقشيني فيها!
السؤال الآن: إذا كان هناك عزيمة لأهله، هل يحق لي أن أرفض أن يذهب؟ وإذا ذهب هل أطالبه بأن ينزلني عند أهلي؟
أرجو الإجابة فأنا في حيرة من أمري بعد أن كنت مستقرة في بيتي.
وحسبي الله ونعم الوكيل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وننصحك بموافقة زوجك في المراسيم الاجتماعية، واسألي الله صلاح النية، ولا تمنعي زوجك من جلساتهم العائلية، وطاوعيه إذا طلب مشاركة نساء أهله، وكوني في ذلك ودودة سليمة الطوية.
رغم تقديرنا لصعوبة المجارة للعادات إلا أن التغيير يحتاج إلى كثير من الوقت، والمؤمنة التي تخالط وتصبر خير من التي لا تخالط ولا تصبر، وإذا أردت إنزالك عند أهلك فليكن ذلك في بعض الأحيان؛ لأن الرجل يحب وجود زوجته مع أهله.
والتكيف مع الأوضاع والتأقلم مع الناس مطلوب، ولكن من المهم التحكم في نوع العلاقة وحجمها وحدودها، فمن الناس من هو كالهواء لا نستغني عنهم ومنهم من هو كالدواء نحتاجه عند الضرورة، ومنهم من هو كالغذاء في أهميته، ومنهم من هو داء -والعياذ بالله-، وإذا أجبر الإنسان على الارتباط بمن هو كالداء فالمطلوب هو المداراة، وشر الناس من تركه الناس اتقاء شره.
وكم هو عظيم في أن تكون مجالسنا إسلامية بحيث يكون فيها ذكر لله والصلاة على النبي، ثم نختمها بكفارة المجلس، فالمجالس يمكن أن تتحول إلى مدارس لنقل القيم وإيجاد الترابط وغرس المحبة والتعاون.
وأرجو أن تعلمي إن إخوانه لا يسدون مكانه حسب الأعراف والعادات، ونمط التواصل الموجود، ونحن لا ننصح بمناقشته، وإذا كانت هناك ضرورة، فيمكن أن يعتذر منهم، أو يذهب ويرجع بسرعة، واعلمي أن الناس يسالون أين فلان، أين فلان، وانقطاع الرجل عن المجالس يعطي انطباعا سالبا, كما أن الانقطاع التام عن مجالس النساء يفهم منه أنك لا تحبينهم، أو أنك متكبرة عليهم، ولكن بعد الذهاب مرات ومرات يمكن أن تعتذري عندما تكوني مشغولة، أو عندك ظرف معين.
ولا يخفى على أمثالك أن وجود الإنسان مع الناس له ثمن، وهو بحاجه إليهم، وهم بحاجة إليه فالصبر ثم الصبر، ونسأل الله أن يعينك على الخير والتأثير الإيجابي على من حولك من النساء.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وقد أسعدنا تواصلكم ونشكر لك فكرة السؤال، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.