أعاني من حبوب دائرية مبعثرة في الرجلين واليدين ومؤخرة الظهر تسبب لي حكة... أفيدوني

0 277

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي هي أنني أعاني منذ 3 أشهر من ظهور حبوب دائرية أحيانا مبعثرة تسبب لي حكة (هرش) تظهر في الرجلين واليدين ومؤخرة الظهر عندما أستيقظ من النوم في الصباح وتستمر إلى المساء مع سخونة في الجسم إذا كنت في البيت، أما إذا خرجت خارج البيت تختفي.

ذهبت عند عدة أطباء ولكن دون جدوى، وعند استخدام الدواء يذهب كل شيء، أنا الآن في حالة لا يعلمها إلا الله، أرجوكم طمئنوني.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأتصور أن ما تعانين منه –أختنا الكريمة- هو ما يعرف بمرض الأرتيكاريا أو الشرى، وهو في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم بالبطن, ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

النوع الحاد, والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك، والبيض، والمكسرات، والكيوي، و...) أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.

النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية (الهستامين) في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.

وتوجد بعض أنواع الأرتيكاريا أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف بالأرتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضغط على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم، أو التعرض للشمس، وفي العادة تلك الأنواع من الأرتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد حوالي خمس دقائق من التعرض للمسبب، وتستغرق من 15 دقيقة إلى ساعة حتى تختفي، ومن الممكن أن تقل الأرتيكاريا في الشدة أو تختفي مع مرور الوقت.

قد يصاب المريض بأنواع مختلفة من الأرتيكاريا في أن واحد، وفي أحوال كثيرة لا يكون لها سبب واضح، ومن الممكن أن تختفي الأرتيكاريا بعد فترة زمنية لا يمكن التنبؤ بها، فلا تقلقي، وتفاءلي خيرا –إن شاء لله-.

علاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث، ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة, وأتصور أنك تستفيدين من تناول العلاج الموصوف كما ذكرت بالاستشارة، ويمكن زيادة جرعة تلك المضادات أو إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل, أو مرض, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها، ومن الممكن أن يغير الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة للسيطرة على الحالة.

وأنصح أن يكون العلاج تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأن تتواصلي مع طبيب مشهود له بالكفاءة والعلم, وذلك للتأكد من التشخيص, وسبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة, والوقوف على مقدار التحسن مع العلاجات المستخدمة، وتحديد الفترات الزمنية اللازمة للعلاج، وتوجد بعض العلاجات الأخرى بخلاف مضادات الهستامين من الممكن استعمالها على حسب استجابة المريض.

وفقكم الله, وحفظكم من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات