السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تفيدوني إخوتي.
أنا شاب عمري25، تمت خطبتي منذ حوالي 8 أشهر، وأنا عاجز عن تأدية المهر، وقد تم كتابة المهر بالدولار، وخطيبتي مقيمة في تركيا، عندما تمت خطبتي كنت لوحدي ولم يكن معي أحد من أهلي، علما أنه في هذه الفترة (8 أشهر) ارتفع الدولار بالنسبة للعملة التركية، علما أني اضطررت لترك بلدي والذهاب إلى تركيا للعمل، ولم أوفق كثيرا، وعندما كلمت والد خطيبتي بأن أموري صعبة وسينقص من المهر القليل؛ غضب، وقال لي: حول الذي عندك للدولار، وأرسل لي المهر كاملا. وأنا أوضاعي صعبة كثيرا، وبدأت أنفر من خطيبتي، وصرت أفكر بإلغاء الخطبة والانفصال، علما أن بيننا عقد نكاح شرعي.
أرجو الإفادة، جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن ييسر لك الحلال، ويحقق لنا ولك في طاعته الآمال.
نحن لا نؤيد فكرة الاستعجال في إلغاء عقد النكاح، ونبشرك بمعونة الفتاح لطالب العفاف بالنكاح، ولا مانع من أن تطلب مزيدا من الوقت، والأفضل أن لا تطالب بتقليل المهر، واستعن بمن حضرك من الأحباب والأهل والإخوان ولو على سبيل الاستدانة، والناس يتعاونون في مثل هذه الأمور.
لا يخفى عليك أن الخطيبة لا تعاقب بما فعله والدها، وأنت من اقترحت المبلغ، وقلق والدها مفهوم ومتوقع من والد يريد لابنته الخير، وإذا أحسن الإنسان الاختيار فلا ندامة على ما يبذل من الأموال، ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر.
أرجو أن تعلم أن الزوجة تأتي برزقها، وكذلك الأطفال، كيف وقد قال الله: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله} وقال في حق الأطفال: {نحن نرزقهم وإياكم} ونوصيك بالدعاء والاستغفار، والاستقامة وإقامة الصلاة مع التقوى وسلامة الصدر، والتوكل على الله، وبر الوالدين، وصلة الرحم، فكل هذه الأشياء مفاتيح للرزق، وفضل الله واسع.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
لقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله لك التوفيق والاستقرار.