السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة إني متألم جدا! ولا أدري بماذا أبدأ! المهم - لكي لا أكثر الكلام - أنا لدي أخت تبلغ من العمر 28 عاما، كلما يتقدم لها عروس ترفضه! والحقيقة أن الخطاب يأتون لخطبتها منذ كان عمرها 16 سنة، وهي الآن إذا تقدم إليها عروس توافق، ثم ترفض! أعني مترددة.
فقلنا: يمكن أن تكون عينا - الله يكفينا الشر - فذهبنا بها إلى أكثر من شيخ، وجميعهم يقولون: ليس بها شيء! فلذلك ممكن أن نقول أنها مشكلة نفسية، مع العلم أنها طبيعية جدا، وهي نفسها تؤكد هذا الشيء أنها بخير، ولا تعاني من شيء!
فأفيدوني، جزاكم الله خيرا، وكثر الله من أمثالكم! وأنا أنتظر الجواب على أحر من الجمر، والشكر الجزيل لكم!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يقدر لهذه الفتاة الخير، وأن يرضيها به، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
لا شك أن كل شيء بقضاء وقدر، ولك أجل كتاب، وأرجو أن لا تشعر هذه البنت بتضايقكم وانزعاجكم، وعليكم أن تجتهدوا في مصارحتها لاستخراج ما عندها من مشاكل قد تكون هي السبب في ترددها، وربما كانت هناك احتمالات، منها:
1- بعض الفتيات تتكون عندها أفكار سلبية عن الحياة الزوجية؛ وذلك لأنها تتأثر بأفكار صديقاتها، وقد تكون إحداهن تربت في بيت مليء بالأزمات والمشاكل والخصومات، وقد يكون هناك خوف من الفشل في الحياة الجديدة، وسبب ذلك هو عدم التعود على تحمل المسئولية.
2- قد يكون سبب الرفض هو الدلال الشديد، فقد ترتبط الفتاة بأمها فلا تنام إلا بجوارها، ولا تخرج ولا تأكل إلا معها، ولا تستطيع أن تستغني عن أمها لحظة، وهذا يجعلها تخاف من المجهول، ويصعب عليها مفارقة هذا الجو الذي اعتادت عليه، وهذا الاحتمال يزداد إذا كانت البنت وحيدة عند أهلها أو كانت هي الأصغر.
3- بعض المتزوجات يحذرن غيرهن من الزواج لأغراض سيئة من حسد ونحوه، وربما قالت إحداهن: الزواج تقييد للحرية، إلى غير ذلك من الأكاذيب.
4- بعض المجتمعات فيها تخويف من ليلة الزواج، وتحذير من آلام المخاض، وهذا يؤثر على بعض الفتيات.
5- الممارسات الخاطئة كالعادة السرية مثلا قد تدفع البنت للهروب من مواجهة الحياة الزوجية، وربما تكون قد فقدت بكارتها لسبب أو لآخر فتهرب من الزواج.
والحل لكل المشاكل السابقة هو المكاشفة واللطف، والمناصحة من أقرب الناس إلى الفتاة مثل الوالدة أو الخالة أو العمة، أو غيرهن ممن تؤتمن على الأسرار.
وقد تكون هناك أسباب أخرى، كعدم أخذ رأي الفتاة في الشاب الذي يتقدم لخطبتها، أو شعور البنت أن أهلها يرغبون في التخلص منها.
وربما كان السبب هو عدم وجود الشاب المناسب الذي رسمت ملامحه في ذاكرتها.
ولا شك أن وسائل الإعلام التي تركز على الخيانات وتضخم ما في البيوت من مشاكل لها تأثيرها أيضا على شبابنا.
وأرجو أن تحرصوا على مدح الخاطب إذا جاء لهذه الفتاة، وإبراز صفاته الحسنة، وعليكم بالتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، واحرصوا على تحصين أنفسكم بالأذكار صباحا مساء، وبتلاوة القرآن، وخاصة سورة البقرة، وسوف يأتي لهذه الفتاة رزقها بإذن الله.
نسأل الله أن يرزقها الزوج الصالح.
وبالله التوفيق.