السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أردت أن أضع هنا في موقعكم الكريم مشكلة أو استفسارا أشعر به: منذ فترة طويلة جدا ما يقارب السبعة أشهر وأنا أعاني من أزمة نفسية وقلق المخاوف الوسواسية، فأخاف وأهتم لأمور الصحة بشكل غير طبيعي، كما يرجف قلبي بشدة عندما يقلقني هذا الأمر، وتنتابني نوبات جزع من خلال التفكير الكثير، فكل شيء أقرؤه على النت يخيفني في تلك الفترة وإلى اليوم.
كنت أشعر عند الجلوس بقليل من الشحنات أو كشيء في قدمي ليس تنميلا أو شعورا قويا، بل هو شعور خفيف يأتيني عند الجلوس، وحتى أن كان جلوسي طويلا، ولكنه يختفي سرعان ما أقوم بتحريك قدمي، ولا يأتيني عند الحركة، ويأتي فقط عندما أجلس.
لكن ما يقلقني أنه يصيبني كل يوم، وهذا الأمر يقلقني ويجعلني أخاف، وأقرأ وأتصفح في الإنترنت عن هذا الأمر، علما بأنه يحدث معي بكثرة عندما أكون في المنزل، ولكن عندما أكون في الدوام الدراسي فإني أتناساه ويحدث قليلا، وأنا متخوفة كثيرا خاصة في مواضيع الأمراض والأعصاب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sweera حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة، وحتى إن وصفتها بأزمة نفسية لا أريدك أبدا أن تكوني سلبية في تفكيرك، لأن اقتران التفكير السلبي بالتدهور النفسي أمر معروف، والإنسان الذي يكون إيجابيا في تفكيره يتخطى الكثير من صعوباته النفسية.
نوبات الجزع والهرع التي تأتيك هي جزء من قلق المخاوف الذي تعانين منه، وأحسب أنه بسيط.
الحالة التي تزعجك هي نوع من التململ الحركي الذي يكون مصاحبا للقلق، والتململ الحركي غالبا يختفي مع شد الانتباه لأمر آخر، وقد ذكرت أنت ذلك بصورة جلية، فالظاهرة تختفي حين تكونين في الدوام الدراسي، ولكنها تظهر بعد ذلك حين تكونين بالمنزل.
هذه الحالة بسيطة جدا، تعالج عن طريق تمارين الاسترخاء، لكن يجب أن يتم التعاطي معها بجدية وكثافة، كما أن التمارين الرياضية مفيدة، النوم الليلي المبكر يساعد كثيرا في زوال هذا الذي أنت فيه، وأن تكوني صارمة جدا في مقاومة الخوف والوسوسة، وذلك من خلال تحقيرها، وتجاهلها تجاهلا تاما، وأن تحسني إدارة وقتك، خاصة حين تكونين مشغولة، هذا يصرف انتباهك عن التململ الحركي.
فإذا حسن إدارة الوقت سوف تكون مخرجا جيدا بالنسبة لك، ولا مانع –أيتها الفاضلة الكريمة– أن تتناولي أحد مضادات قلق المخاوف البسيطة، وذلك يتطلب أن تذهبي إلى الطبيب؛ لأن عمرك غير موضح في هذه الاستشارة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.