بعد طلاقي أصابني الحزن الشديد والاكتئاب، فماذا أفعل؟

0 229

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة مطلقة، بعد استشارتي السابقة لكم قمت بتغيير رقمي، والتزمت بصلاتي، وقراءة القرآن، وصلاة الليل، ومنذ أسبوع التحقت بحلقة لتحفيظ القرآن، وزاد اهتمامي بعملي، وطفلي.

مر شهران على هذا التغيير، شعرت بأن حياتي أصبحت أفضل من السابق، ولكنني لا أشعر بالسعادة في أي شيء، وأشعر بأن هناك حزنا عميقا في داخلي، وهما وغما، مما يجعلني أبكي دائما! رغم أنني أدعو الله في سجودي بجميع الأحاديث النبوية التي تزيل الهم، وقد تعبت من كلام من حولي بأنني مطلقة، وأشعر بقلة الثقة في النفس، رغم أنني إنسانة جميلة ومتعلمة.

ما زلت أراقب مواقع التواصل الاجتماعي التي تخص طليقي، والتي ينشر فيها كلاما عن زوجته بأنه يحبها، ومتعلق بها، مع أنه لم يكن يفعل ذلك من قبل، لكنني أشعر بأنه يهدف بذلك إلى مضايقتي وإشعاري بالحزن، وبالفعل فإنني أحزن، وأشعر بأن هناك شيئا ينقصني.

فهل حزني هذا يدل على ضعف إيماني بالله، أم يدل على أنني مصابة بالاكتئاب؟ وماذا أفعل لتصبح حياتي أفضل؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا- في موقعك، ونشكر لك الالتزام بالتوجيهات، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك في طاعته الآمال.

لقد وضعت قدمك على الطريق الموصل للخيرات، واعلمي أن الشيطان حزين لفعلك الطاعات، وسوف يبتعد عنك إذا لاحظ منك الإقبال على رب الأرض والسماوات، وثقي بأن الخشوع والطمأنينة والاستقرار سوف يأتي بعد حين، فاثبتي على طاعة رب العالمين، وأبشري بسعادة الدارين، ونتمنى أن تتوقفي عن متابعة طليقك في المواقع، ولا تهتمي بقراءة ما يكتب، لأن هذا الباب يفتحه عليك الشيطان ليجلب لك الأحزان، واعلمي أن من تركت شيئا لله عوضها الله خيرا منه.

وأرجو أن لا تلتفتي لكلام الناس؛ فهل سلم الأنبياء من الناس وأذاهم؟! ولكن العاقلات والفاضلات يجعلن همهن إرضاء رب الأرض والسماوات، فإذا رضي العظيم عنهن، أرضى عنهن الناس، وألقى لهن القبول في الأرض، قال تعالى: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا".

وإذا كان طليقك يفعل ما يفعل من أجل أن يحزنك، فإهمالك له علاج لك وغيظ له، وعليه إن أرادك أن يبادر ويبحث عنك، ويعدل أخطاءه، ويتفادى أسباب ما حصل، ونذكرك بأن الرجل يجري وراء المرأة التي تهرب منه، لكنه يهرب من المرأة التي تركض خلفه، ويتدلل على من تجري خلفه.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وقد أسعدنا تواصلك، ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والاستقرار.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات