ما هي الطريقة الصحيحة التي تحفز الرجل للقيام بواجباته؟

0 318

السؤال

السلام عليكم..

هذه الاستشارة تتعلق باستشارة سابقة رقمها: (2273379)، وأريد أن أضيف بعض نقاط على الموضوع إذا سمحتم، وهي كالتالي:

أريد أن أفهم سبب خيانة أبي، فعدا عن المشاكل اليومية وعلاقتهما، الأقرباء دائما يتهمون أمي بشكل مباشر أو غير مباشر أنها غير مدبرة، خاصة عندما كشفت علاقته ولم تفتعل المشاكل، ولم تترك البيت، وإنما تشاجرت معه فقط، فأمي غير لحوحة، ولا تجبر أبي بالقيام بواجباته، وأريد أن أعرف إلى أي حد يجب أن تكون المرأة لحوحة؟ أو ما هو التعبير الصحيح الذي يحفز الرجل للقيام بواجباته؟ فأمي صبورة، وتتحمل مزاج أبي، وربتنا بشكل جيد، وهي ليست مهملة، لكنها لا تجادل كثيرا عند طلب الشيء خاصة من أبي، فهل ينزعج الرجل من هذه الصفة؟

المشكلة أني أعرف أن المرأة يجب أن تكن رزينة وصبورة، ولكن بعد الذي حدث أشك بأن الناس قد تكون على حق، فأبي لم يقدر صبر أمي وتحملها، وحتى الآن يتعامل معها بأسلوب غير جميل، أو كالسابق.

النقطة الأهم أن الناس دائما يقولون أننا الأبناء لا نساند أمي كفاية، ولا نقف في وجه أبي عندما يخطئ، وقبل هذه المشكلة لم تكن أمي تسمع لهم، ولا تتفق معهم، ولكنها الآن هي أيضا تقول بأننا لا ندافع عنها ضد أبي، نعرف أن أبي مخطئ، وهو دائما يعتقد بأننا نحب أمنا أكثر منه، لأننا لسنا قريبين منه بسبب طباعه الصعبة، ولم يعودنا على التقرب منه، فهل يجب أن نتدخل عند الجدال أو الشجار؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المحبة في الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بموضوع الأسرة وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقكم وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

مهما كانت الأسباب فإن الخيانة مرفوضة شرعا وعرفا، ولكن من واجبنا أن نعين المخطئ على الشيطان، وليس العكس، وقرب الوالدة من الوالد سوف يبعد عنه كل شيطان وشيطانة، كما أن احترامكم للوالد وحفظكم لمقاله لأنه أب مهما حصل، ومن المهم أن تتقبلوه كما هو لأنه الأب، بل عليكم أن تصاحبوه بالمعروف.

والدتك مشكورة ومأجورة بحول الله وقوته على سهرها وصبرها وقيامها بواجباته كأم وزوجة، ونتمنى أن تجد من الجميع التقدير، وأرجو أن لا تلتفتوا لكلام الناس؛ لأن رضاهم غاية لا تدرك، ولم يسلم منهم الأنبياء ومن دونهم، فاجعلوا همكم إرضاء رب الناس، وإذا رضي ربنا العظيم عن عبده أو أمته طرح الله له القبول في الأرض، قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).

أما بالنسبة لأخلاق الوالدة الطيبة: فلا ننصح بتغييرها لأجل الآخرين، ولكن على كل إنسان أن يجعل همه إرضاء الله، والسير على خطى من أمرنا الله بالتأسي به، ولا ننصح الوالدة بالاستماع للحلول المستوردة، لأن الدواء الذي يعالج شخصا قد يقتل الآخر، والوالدة أعرف الناس بالوالد، ونتمنى أن تقترب منه أكثر، وتدخل إلى حياته، وتستر عليه، وتجتهد في زيادة القواسم المشتركة.

ومن المهم تهيئة أجواء الوفاق للوالدين، ووفروا لهم جوا من الخصوصية، وأشعروا كل طرف بسعادتكم ليحصل الوفاق، وذكروهم بأن الذي تطلبونه هو أن يسود الحب والتواصل في جنبات المنزل.

ومن واجبكم مساندة الأم، ولكن ليس ضد الأب، لأن الشرع لا يقبل منكم سوى البر، كما قال مالك لمن سأله حال الخصام من يطيع؟ فقال له: "أطع أباك ولا تعص أمك"، فنتمنى أن لا تستمع الوالدة لهم، كما أن تعاطفكم مع الوالدة وتطييب خاطرها سوف يفيد، وهي بلا شك لن تقبل الإساءة للوالد أو التقصير في حقه، فهي من صبرت ولا زالت.

وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ولقد أسعدتنا الاستشارة، ونحن كآباء نفرح عندما نجد من أبنائنا وبناتنا من يحمل الهم ويقترب وينصح ويوجه إن لزم الأمر، ونتمنى أن يدوم تواصلكم مع موقعكم، ونشرف بالمتابعة معكم وصولا للوفاق والاستقرار بحول الله وقوته.

نسأل الله لنا ولكم السداد والرشاد والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات