تحدثت في الشات مع أحد الشباب أوهمني بالزواج فكشفته فكيف أكفر عن ما فعلت؟

0 276

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعلم بأنني مخطئة، ولكنني أحتاج للإرشاد والتوجيه.
أنا فتاة عمري (27) عاما، مصابة بمرض نفسي وعضوي، وربما كان ذلك بسبب قلة فرص الزواج, فقد قمت بالتسجيل في موقع للزواج، فأرسل لي شابا وطلب الدردشة، لا أعلم لماذا قبلت، لكنني اشترطت أن تكون العلاقة بيننا علاقة أخوة, تحدثنا وأخبرته عن مشكلتي الصحية، وكنت في حالة نفسية سيئة، فتكلمت معه وأخرجت كل ما في نفسي، فقد كنت أتحدث وكأنني أتحدث إلى نفسي, ارتحت له وهو كذلك, وطلب أن تكون بيننا فترة أطول للحديث بغرض الحب والزواج, تحدثنا لمدة ثلاثة أيام على الشات، فطلب أن يراني ويسمعني بالصوت والصورة فرفضت, وطلب مني أن أبعث له صورة حتى يراها ومن ثم سوف يقوم بمسحها مباشرة فرفضت, فقد أيقنت بأنه غير جاد في موضوع الزواج, وانتهى الأمر بأنني طلبت منه أن يكلم أخي أو أمي, فرفض وذلك لأنه يعمل في السعودية, انتهى الحوار بيننا بحجة أن أسلوبي لا يصلح.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: شكر الله لك -أختنا الكريمة- تدينك، وحمدا لله أن وفقك وأغلقت هذا الباب من الشر، لله والحمد والمنة، فكم من فتاة ضلت، وكم من فتاة كانت صالحة لكنها صدقت كذب من كذبها عليها إلى أن وصل الحال ببعضهن إلي ضياع أغلي ما عندهن، وكم من مراسلات أتت إلينا تحكي واقعا مرا جراء هذا التواصل الذي أغلبه أو جله كذب، ودجل، وتلاعب بالبنات الصالحات، الحمد الله -أختنا الكريمة- الذي أيقظك من غفلتك.

ثانيا: لن نكرر ما ذكرته من أن ما فعلته كان خطئا، لأنك اعترفت بذلك، ولكنا نود منك أن تعلنيها توبة بينك وبين الله، وأن تعزمي ألا تكري هذا الأمر مرة ثانية، وأن تكثري حمد من ثبتك وأنقضك.

ثالثا: واعلمي -أختنا الفاضلة- أننا هنا نتفهم تماما طبيعة المرحلة التي تعيشينها، وما تفرضه العاطفة على الفتاة في مثل عمرك من تطلع لمشروع الزواج، لكنك -أختنا الفاضلة- أخطأت حين سمحت لنفسك من البداية أن تخوضي غمار تلك المرحلة، وما فيها من متاعب، تحدثت الآن عن بعضها، لا سيما وأنت تعلمين من البداية موقف أهلك من ذلك، ونحن ما كنا نريد لمن كانت مثلك دينا وخلقا أن تقع في مثل ذلك الأمر.

رابعا: ما ذكرناه -أختنا الفاضلة- في الفقرة الماضية، كان ينبغي أن نذكره لما سيترتب عليه من واجبات عليك، نجملها في الفقرات التالية:
خامسا: نريدك -أختنا الفاضلة- أن تعلمي أن الأمور بيد الله، وأن الله كتب لك وعليك، والله يعلم سبحانه من زوجك، ويعلم من ستكونين زوجته، من قبل أن يخلقكما، فعن عبد الله بن عمرو، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "فرغ الله تعالى من مقادير الخلق، قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء".

سادسا: المرء -أختنا الفاضلة- لا يعلم الخير من الشر، ولا الحسن من القبح، وكم من فتيات تزوجن صغارا وطلقن صغارا، فلا هن بقين أبكارا ليتزوجن، ولا هن سعدن بمثل هذه الحياة، الشاهد أن المرء قد يتمنى الشر يحسبه خيرا ولا يعلم، ويرفض الخير يحسبه شرا ولا يدري، وهذا بعض قول الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، فالله أعلم أين الخير لك، لذا وجب عليك أن تسلمي الأمر لله خالصا.

وأخيرا: تعرفي على بعض الأخوات الصالحات، وسلمي أمرك لله، وأكثري من الدعاء، وكوني على يقين بأن الهرولة لن تجلب ما لم يقدره الله، وأن التسليم لن يصرف من قدره الله لك، فثقي بالله -أختنا الكريمة- وتوكلي عليه، وإنا نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي تنعمين معه في الدنيا والآخرة.

والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات