السؤال
السلام عليكم.
أنا بنت، عمري 23 سنة، عندي مشكلة قديمة، وأرجو منكم المساعدة؛ لأني تعبت.
فمنذ أن كنت في 16 من عمري كنت أعاني من حرقة في البول، وبين فترة وأخرى أقوم بعمل التحاليل، وأحيانا يظهر لدي بكتيريا، أو التهابات، أو شيء بسيط.
وذات مرة دخلت الطوارئ؛ لأن خاصرتي أوجعتني كثيرا، وظهر بأن لدي جرثومة بالكلى، وقد تعالجت منها قبل 5 سنوات، ومنذ ذلك الوقت والحرقة تنتابني بين فترة وأخرى، وهي إما تكون التهابات أو شيئا بسيطا، لكن الغريب أنه أحيانا لا يظهر شيء في تحليل البول، بينما أنا أعاني من ألم شديد، وقد طلبت مني الدكتورة عمل تحاليل وفحص للكلى من أجل الاطمئنان، وأنا خائفة جدا.
كما أنني منذ طفولتي أشرب الكثير من الماء، لأنني إذا لم أفعل ذلك فإنني أصاب بحرقة، وهذا الوضع أصبح متعبا جدا، وخصوصا مع اقتراب رمضان، وأريد أن أسأل: هل يجوز لي أن أفطر برمضان إذا تعبت من هذا الموضوع؛ لأني أتعب كثيرا برمضان؟
أريد حلا جذريا لهذا الموضوع؛ لأني متعبة جدا، وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عادة ما تكون التهابات المسالك البولية المزمنة بسبب عيوب في المسالك البولية، أو ضعف في المناعة، أو أن الميكروب عنيف، فلا بد من عمل موجات صوتية على البطن والحوض؛ للتأكد من أن المسالك البولية سليمة (لا يوجد تضخم، أو حصوات بالكلى)، ولا بد من التأكد من عدم وجود التهاب مهبلي؛ مما يدل على ضعف مناعة المهبل، وقد يسبب انتشار الالتهاب من المهبل للمسالك البولية.
إذا وجد التهاب مهبلي فلا بد من علاجه.
أما بالنسبة لعنف الميكروب فلا بد من عمل مزرعة بول، وتناول المضاد الحيوي المناسب طبقا للمزرعة، وإذا لم يظهر الميكروب فقد يكون ذلك بسبب أن الميكروب الموجود هو الميكروب المسبب للدرن، وبالتالي لا بد من عمل التحليل المناسب للدرن، وإذا وجد الدرن فلا بد من علاجه لمدة 3 - 6 أشهر.
ويمكن تناول تطعيم ضد الإيكولاي -وهو أحد الميكروبات سالبة الجرام- وهو عبارة عن كبسولة يوروفاكسوم يوميا لمدة ثلاثة أشهر، وقد يكون تكرر التهاب المسالك البولية بسبب ارتجاع البول من المثانة للكلى، وهذا يظهر بعمل أشعة صاعدة بالصبغة من مجرى البول.
وإذا تبين وجود ارتجاع للبول فيمكن علاجه عن طريق المنظار، وبما أن الالتهاب يتكرر فيمكن تناول مضاد حيوي بسيط مثل السبترين قرصا واحدا يوميا بصفة مستمرة؛ حتى لا يتكرر الالتهاب.
أما بالنسبة لرمضان: فلا بد من التقليل من التعرض للحرارة، كما يجب شرب كمية كبيرة من الماء عند السحر.
++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ أحمد محمود عبد الباري استشاري جراحة المسالك البولية، وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي المستشار الأسري والتربوي:
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك عاجل العافية والشفاء.
قد أفادك -الأخ الفاضل الدكتور أحمد- بما يفيدك وينفعك من الناحية الطبية، وأما عن إفطار رمضان فإذا كان هذا المرض يصيبك بمشقة غير معتادة، مشقة زائدة عن المشقة التي يعتادها الناس بسبب امتناعك عن شرب الماء، ففي هذه الحالة يجوز لك الإفطار، ومن باب أولى إذا كان يضرك الامتناع عن شرب الماء ضررا بالغا.
أما إذا كانت المشقة محتملة، ولا تخرج عن المشقة العادية؛ فإن الواجب الصبر والصوم؛ فإن الله تعالى لم يرخص بالفطر في نهار رمضان إلا بسبب المرض، كما قال سبحانه في كتابه الكريم: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر}، فإذا كان الإنسان لا يستطيع الصوم بسبب المرض، بأن كان هذا المرض يزيد بسبب الصوم، أو يتأخر الشفاء بسبب الصوم، أو يحدث للإنسان مرض بسبب الصوم، ففي هذه الحالات يجوز له أن يفطر، وينتظر الوقت الذي يقدر فيه على القضاء فيقضي فيه؛ لأن الله تعالى قال: {فعدة من أيام أخر}.
أما إذا كان المرض لا يرجى له الشفاء، ففي هذه الحالة ينتقل إلى الإطعام بدل الصيام، فيطعم عن كل يوم مسكينا -كيلو إلا ربع من الأرز تقريبا- فيطعم بعدد الأيام، هذا إذا كان لا يرجى له الشفاء، ويئس من إمكان قضاء الصوم، وبهذا التفصيل نرجو -إن شاء الله- أن يكون الأمر قد اتضح لك جليا من الناحية الشرعية.
نسأل الله تعالى لك الإعانة والتوفيق.