أشكو من الإحباط واضطراب المزاج وأفتقد السعادة، فما توجيهكم؟

0 222

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب عمري 18 سنة، وأنا أكبر إخواني، ولكن ياليتني كنت أصغرهم!

مشكلتي هي: أنني فقدت الشعور والصلة الفعلية في الواقع، فأنا أشعر بأن الحياة مثل الحلم، وكأنني أحلم، ولكن لا أشعر أبدا بأفعالي، وكأني تحت تأثير مخدر، وأن عقلي متوقف عن التفكير، وأعجز كثيرا عن التفكير، حتى إنني لا أفهم أفكاري، كأنها هلوسات، ذاكرتي ضعيفة جدا، وكأني فقدت الذاكرة منذ زمن، مع أن ذكريات الطفولة موجودة في عقلي، وأذكرها بسهولة، وكأنها تمر أمامي، فقط ذكريات الطفولة، وكأن ذاكرتي توقفت عند هذا الحد، واستيعابي بطيء جدا لحد البلاهة والغباء، وهذه الأمور حدثت لي عند نهاية المرحلة المتوسطة، ولم أكمل تعليمي إلى الثانوي بسبب هذا الشيء، وأنا عاجز إلى هذا الوقت عن فهم مشكلتي.

وكثيرا ما أعاني -علاوة على ذلك- من الإحباط والسوداوية، وفقدت الإحساس بالسعادة، فأنا لا أذكر أني سعدت حقا منذ أيام الطفولة، وأشعر بأنني كبرت على السعادة، حتى إن حصلت أمور تسعدني وتثير حماستي، فأنا لا أشعر بشيء أبدا، بل أشعر بتبلد المشاعر، وأني حقا مقيد لا أستطيع مساعدة نفسي؛ لأنني لا أعي أن عندي مشكلة أصلا!

لا أدري إن كان ذلك متعلقا بالمزاج المتقلب، فأنا أشعر بمشاكلي الحقيقية اليوم مثلا، وغدا أصحو بطباع جديدة، وشخص آخر، على الرغم من أنني أساعد من حولي، إلا أنني أعاني من قلة علاقاتي الاجتماعية، فعندي رهاب من الناس، وفي حالة قلق دائم وخوف من المجهول، وأكثر من جلد الذات، وعندي تشتت في الذهن، وهذه المشكلة أثرت في ثقافتي، وقراءتي، وعلاقتي بمن حولي، حيث إنني لم أعد أستوعب.

وأكثر عبارة يقولها أبي لي: (كبر عقلك، حرك نفسك). مللت من حياتي هذه، حتى إنهم يصفونني بعدم الجدوى، وفعلا أنا كذلك! ولكن والله أحاول أن أبذل مجهودا لأني أشعر بإهانة؛ وكأنها رصاصة تخترق أعماق قلبي بهذه الألفاظ.

حتى كتابتي هذه لا أعلم كيف كتبتها! ربما حظ من الله؛ لأصف لكم عن نفسي.

أريد حلا، ساعدوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم: الظروف والأحداث التي مرت بك ربما تكون من الأسباب التي أدت إلى اضطراب المزاج، ففقدان الأخ الشقيق، والمشاكل الأسرية والدراسية، لا شك أنها تجعل الحالة النفسية غير مستقرة، فالتفكير فيها بصورة دائمة دون إيجاد حلول مناسبة، أو عدم التعايش مع نتائجها بطريقة معقولة؛ يؤدي للشعور بالأعراض التي ذكرتها.

- حاول اكتشاف ما عندك أو ما تملك من قدرات وإمكانيات ومهارات، ثم ضع أهدافك وطموحاتك وفقا لهذه القدرات، ولتكن الأهداف محددة وواضحة، واستعن بالله، ثم بذوي العلم والخبرة في وضع واختيار تلك الأهداف، فأنت ما زلت في ريعان شبابك، ويرجى منك الكثير، فلا تكبل نفسك بالأفكار السلبية وتستسلم لها، فالمستقبل أمامك مشرق -إن شاء الله- فهناك أناس في سن الستين والسبعين حققوا العديد من الإنجازات والنجاحات في هذه الحياة.

- اقتد بسير العظماء والنبلاء، وأولهم رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام.

- اتبع منهج المواظبة والمثابرة في نشاطاتك الحياتية الموجهة للتطوير.

- قم بتقييم إنجازاتك بصورة دورية (كل يوم– كل شهر-كل سنة) واكتشف أسباب النجاح والفشل للاستمرار في النجاح ومعالجة الإخفاقات.

- العمل بالأسباب والتوكل على الله والاستعانة به هي مفاتيح نجاحك.

- حاول وضع برنامج اجتماعي تقوم فيه بزيارة الأصدقاء والزملاء، والمشاركة في مناسباتهم الاجتماعية، ولا تطل الجلوس معهم في البداية، بل اجعلها زيارة خفيفة، وحضر الموضوعات التي تريد الحديث فيها، وتدرب على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفهم من الناس، وأحسن الظن دائما في الآخرين إلى أن يتبين لك العكس.

- إذا لم تتحسن حالتك اذهب إلى أقرب عيادة نفسية، فربما العلاج الدوائي يحدث تغييرا في مزاجك بصورة أسرع إذا تم التشخيص السليم.

- أكثر من الاستغفار؛ فإنه مفتاح الفرج إن شاء الله.

وفقك الله تعالى وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات