السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا مريض بالقولون، وكثيرا ما أفكر بالموت، لا يمر يوم إلا وأفكر فيه كل لحظة، كلما جلست مع نفسي أتذكره، بطبعي إنسان انطوائي، لا أحب الاجتماعات إلا لضرورة، في صغري كنت أزور أهلي وأسعد بهذه الزيارات، لكنهم كانوا يسخرون مني، فقلت زيارتي لأهلي؛ لأني أكره وأخاف من الانتقاد.
صلاتي متقطعة لا أستطيع المحافظة عليها، حاولت كثيرا دون جدوى، وهذا سبب هلعي عندما يشتد المرض علي؛ لأنني أخاف من عذاب الله أكثر من طمعي في الجنة.
شخصيتي معقدة للغاية، لا أعرف لها حلا متناقضة، ولا أسمع الأغاني، أتمنى أن أموت وأنا متشهد، ظلمت كثيرا في حياتي، وأضعت أجر ظلمي بعدم الصلاة، كثيرا ما أشكك في وجود حساب وعقاب، ووجود رب وإله، هل هذا مرض نفسي أم هو من عمل الشيطان؟
أعينوني بالله عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ moaz eltoom حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
واضح من استشارتك أنك تعاني من صعوبات ومشاكل في الشخصية منذ أن كنت صغيرا واستمرت معك، مما سبب لك أعراض الاكتئاب، لا بد من التغلب على المشاكل الشخصية، ومعرفة المشاكل هي أولى خطوات الإصلاح.
أولا: ابدأ بإصلاح علاقتك بربك، فهذا أهم شيء، وأعني بأهم شيء في إصلاح العلاقة مع الله هي الصلاة والانتظام فيها، والانتظام عليك بالذهاب إلى المسجد، فالانتظام بالصلاة في المسجد يساعدك في الانتظام على الصلاة، ويساعدك على التغلب على الكسل من عدم الانتظام في الصلاة، فانتظم بالصلاة في المسجد، وهذا يحسن علاقتك بالآخرين، -وإن شاء الله- ستجد صحبة طيبة.
أما بالنسبة لانقطاعك عن زيارة الأهل بسبب السخرية، فإنك لم تذكر لماذا كانوا يسخرون منك؟ وقد يكون أنهم يمزحون معك، ولكن لحساسيتك الشديدة صورت هذا المزاح بأنه سخرية.
أدعوك لمعاودة زيارة أرحامك، ومازحهم، فسوف تزول الحساسية التي تتعامل بها معهم.
أما الشكوك التي تحدثت عنها فهي وساوس، ولكي تتغلب على هذه الوساوس فما عليك إلا كل ما صارت تتردد عليك أن تهتف داخليا (قف). كما أنصحك بالانشغال عن الوساوس، وليس الانشغال بها، وذلك بممارسة الرياضة، فالرياضة مهمة جدا للاسترخاء، وبالذات رياضة المشي، وأيضا أي هاويات أخرى مفيدة، فهذه قد تساعدك.
كما أرجو منك أن تنظر إلى الجوانب الإيجابية في حياتك، وتهمل الأشياء السلبية، فلك أشياء إيجابية جدا إذا ركزت عليها ودعمتها فإن شاء الله سوف تقلل من هذه الصعاب.
وفقك الله.