السؤال
السلام عليكم
أنا أعاني من خجل شديد وخوف في كل شيء من حياة ومستقبل، وأهاب حضور المناسبات، وأحس أن الكل يراقبني، حتى وأنا أمشي في الشارع! وأحيانا لا أستطيع أن ألقي السلام على أحد من شدة الخجل.
دائما تراودني أفكار سيئة، وأعاني أيضا من الوسواس القهري، ما هو الدواء المناسب لي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعاني منه – أخي الكريم – يسمى القلق الاجتماعي، وهو اضطراب نفسي كثير الانتشار في معظم المجتمعات، وقدر عند بعض الباحثين بأن 12% من الناس في أي مجتمع ما يعانون من هذا الاضطراب، ولكن للأسف الشديد معظم الناس يعانون بصمت ولا يأتون لطلب المساعدة، بالرغم من أنه توجد علاجات نفسية، وعلاجات بالأدوية لعلاج هذا الاضطراب، ويمكن لمعظم الناس أن يعيشوا حياتهم بيسر، وأحيانا هذا الاضطراب قد يؤثر في الحياة الاجتماعية والوظيفية لمن يعانون منه.
الأدوية النفسية معظمها تنتمي إلى مجموعة ما يسمى الـ (SSRIS) وأفضلها هو دواء يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) عشرون مليجراما، وأفضل دائما البداية تكون بنصف حبة، بعد الأكل، لتقليل الآثار الجانبية البسيطة المترتبة على استعمال هذا الدواء، وهي آلام في البطن وغثيان، وبالذات في الأسبوع، ويمكن زيادتها إلى حبة كاملة بعد الأكل، وتحتاج لنحو أسبوعين لبدء فعاليتها، وشهر ونصف إلى شهرين لإظهار نتائج ملموسة، وبعد التحسن وزوال معظم الأعراض يفضل الاستمرار في الدواء لفترة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر، منعا للانتكاسة، لأنه أحيانا حين التوقف من استعمال الدواء قبل إكمال هذه الفترة ترجع الأعراض مرة أخرى.
عند اختفاء معظم الأعراض والاستمرار في الدواء للعلاج عدة أشهر يتم سحبه تدريجيا، أي لا يتوقف منه فجأة، وأعني تدريجيا: إذا كنت تأخذ مثلا عشرين مليجراما يوميا فيجب عليك تخفيض نحو خمسة مليجرام من الجرعة كل أسبوع، أي عشرين مليجراما في الأسبوع الأول فتكون خمسة عشر مليجراما، وفي الأسبوع الثاني تكون الجرعة عشرة مليجرام، والأسبوع الثالث تكون الجرعة خمسة مليجرام، لمدة أسبوعين بعد ذلك، ثم التوقف، لأن التوقف الفجائي دون تدرج قد يؤدي إلى بعض الأعراض الانسحابية.
- مع العلاج ننصحك باتباع العلاج السلوكي المعرفي، إذا كان هناك إمكانية المتابعة مع معالج نفسي فإنه الأفضل، وإلا فيمكنك شخصيا أن تمارس العلاج السلوكي بنفسك، وهو: في البداية عليك أن تراقب المواقف الاجتماعية وتسجلها بدقة، ما هي المواقف الاجتماعية الأكثر صعوبة؟ أي التي لا تستطيع مواجهتها نهائيا ويحدث فيها قلق شديد، وما هي أقلها درجة التي يمكن أن تواجهها ولكن بضيق بسيط؟
ابدأ بالمواقف الأقل صعوبة ومواجهة مرة بعد مرة، مع ممارسة الاسترخاء، حتى تستطيع أن تتغلب، ثم تتحول إلى الموقف الأكثر صعوبة فالأكثر فالأكثر، إلى أن تزول هذه المخاوف، أي التدرج في المواجهة، من أقل صعوبة إلى الأكثر صعوبة.
مع الباروكستين – كما ذكرت – فإن شاء الله، سوف تزول منك معظم أعراض القلق الاجتماعي، والباروكستين.
بالمناسبة هو أيضا علاج مفيد لعلاج الوسواس القهري، يمكنه أن يساعدك في التخلص من القلق الاجتماعي والوسواس القهري في نفس الوقت.
وفقك الله وسدد خطاك.