السؤال
السلام عليكم
لدي بنت عمرها 9 أشهر، وزنها 10.5 كلغ، ما زالت ترضع رضاعة طبيعية، متعلقة بي كثيرا لدرجة أنها تبكي كلما غبت عن نظرها، وتريد أن أحملها طوال الوقت، أحاول طبعا أن لا أفعل هذا، وأنا في عطلة منذ ولادتها.
تخاف كثيرا من كل الناس ومن أقربهم، وتبكي كلما اقتربوا منها وأرادوا لمسها أو تقبيلها أو حتى الحديث معها، كما لا أستطيع القيام بأعمال المنزل؛ لأنها ترفض أن تبقى وحدها، وحتى لو كانت معي في الغرفة نفسها، فسرعان ما تبدأ بالبكاء والصراخ طالبة مني حملها، جربت أن أدعها تبكي قليلا لكنها لا تتوقف عن البكاء، كما أخاف أن يحصل لها شيء من شدة البكاء.
وعادة في النهار تنام قليلا من ساعة إلى ساعتين بشكل متواصل، لكن في الليل نومها متقطع وتسهر كثيرا، مع أنني أقدم لها وجبة العشاء في الوقت نفسه يوميا، وأحاول دائما أن أطبق روتين النوم لكن دون جدوى، تنام دائما متأخرة وتستيقظ كل نصف ساعة أو كل ساعة وأحيانا كل ربع ساعة، تنام في غرفتها الخاصة المتصلة بغرفة نومي منذ كانت في الشهر الخامس، عند استيقاظها تبدأ بإصدار الأصوات وإن لم أذهب إليها تبكي، وأحملها وأرضعها ثم تعود للنوم لكنها ترفض ترك ثديي، فأسحبه منها سحبا في كل مرة، ليس لديها (لهاية) ورفضتها منذ ولادتها.
بالنسبة للتغذية: هي تتناول وجباتها بشكل جيد، ولا تعاني من أي شيء كمرض أو مغص فهي بصحة جيدة -والحمد لله-، فماذا أفعل حتى تنام جيدا وبشكل متواصل ليلا؟ هل أفطمها؟ وكيف أخلصها من الخوف من الناس؟
ساعدوني وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن مشكلتك مع طفلتك هي مشكلة الكثير من الأمهات، وسيفيدك كثيرا قراءة بعض الكتب التي توضح كيفية التعامل مع الأطفال في كل مرحلة من مراحل تطورهم.
بالنسبة لخوف طفلتك من الغرباء: هذه ردة فعل طبيعية عند كل طفل، وهي غريزة أو فطرة توجد في الطفل ليحمي بها نفسه، والطريقة الصحيحة في التعامل مع هذه المواقف هي كالتالي: عندما تتوقعين قدوم شخص غريب لا تعرفه طفلتك قومي بحملها عند استقباله، وعلى هذا الزائر أو الزائرة أن لا يقترب كثيرا من طفلتك بل يجب أن يبقى بعيدا بعض الشيء، وأن يقوم بتحية طفلتك عن بعد مع إسماعها بعض عبارات الود والإعجاب، أي يجب تجنب التقبيل والاحتضان في هذه المرحلة، ثم وبعد أن تعتاد طفلتك على وجود هذا الضيف وتألفه وتعلم بأنه شخص لن يؤذيها، هنا يمكن التدرج في الاقتراب منها وملاطفتها، وهكذا يجب أن يكون الأمر تدريجيا، والأطفال يختلفون في سرعة تواصلهم مع الغرباء، فمنهم من يألف الناس من أول مرة يشاهدهم فيها، ومنهم من يحتاج إلى رؤيتهم مرات ومرات قبل أن يصل إلى هذه الألفة.
بالنسبة لنوم صغيرتك في غرفتها وبكائها المستمر أقول لك: لا تضخمي المشكلة كثيرا، فطفلتك ما زالت صغيرة وترضع منك ولا مانع من أن تنام معك في ذات الغرفة، ويبدو بأنها ليست جاهزة الآن لتستقل في نومها بعيدا عنك، فلا تقارنيها بغيرها.
وما أنصحك به هو أن لا تقومي بفطامها لهذا السبب بل استمري في إرضاعها، وقومي بوضع سريرها في غرفتك لتنام فيه وليس في سريرك، وبعد أن تبلغ السنتين من العمر أو بعد الفطام يمكن أن تقومي بالتدرج في جعلها تستقل في نومها في غرفتها، وأشدد على ضرورة اللجوء إلى التدرج في هذا، مع اتباع ما يلي:
1- عمل روتين محبب لها لفترة ما قبل النوم، مثلا إعطاؤها حماما دافئا، ثم وجبة عشاء ثم قراءة قصة لطيفة ومرحة قبل النوم، مع استخدام عبارات معينة توحي بأن وقت النوم قد حان، مع الإكثار من الاحتضان والتقبيل خلال هذه الفترة.
2- التدرج في انفصالك عنها، ففي الأيام الأولى يمكن لك أن تستلقي بجانبها في سريرها في غرفتها، ثم عندما تنام انسحبي من غرفتها، وقومي بتفقدها كل 15 دقيقة لمدة ساعة مثلا، وفي الأيام التالية لا تستلقي في سريرها بل ضعي كرسيا واجلسي إلى جانبها حتى تغفو، ثم بعد ذلك خففي من فترة الجلوس، وهكذا إلى أن تنجحي في أن تجعليها تستغرق في النوم لوحدها بدون وجودك.
3- استخدام أسلوب المكافأة، فعند عمر السنتين يكون الطفل قد وصل إلى مرحلة يفهم معها هذا الأسلوب، وعندما تنجح في النوم لوحدها في أول مرة قومي بمكافأتها عن طريق زيادة فترة اللعب معها مثلا، أو شراء دمية لها، أو قراءة قصة إضافية، أو أي شيء تجدينه مناسبا لها، وهذا الأسلوب مجد وفعال جدا مع الأطفال.
وبالطبع يجب عليك التحلي بالكثير الكثير من الصبر والتفهم، فالأمر قد يتم بسهولة، وقد يأخذ منك وقتا طويلا.
بقي أن أقول لك أمرا حتى أهون عليك المشكلة، وهو: أن الدراسات الحديثة أظهرت بأن حوالي 25٪ من الأطفال فوق عمر السنتين ينامون في ذات الغرفة مع أبويهم، أي أنها مشكلة شائعة في كل أنحاء العالم وليست خاصة بطفلتك.
أسأل الله عز وجل أن يديم عليك وعلى طفلتك ثوب الصحة والعافية.