عندي هدف أسعى بالدعاء إلى تحقيقه، ولم يستجب الله لي حتى الآن، أرشدوني

0 218

السؤال

السلام عليكم.

أنا استشرتكم من قبل، واستفدت كثيرا من حكمتكم -والحمد لله-، وأرجو أن تفيدوني الآن أيضا، فأنا لدي هدف أتمنى تحقيقه، وأن أصل إليه بشدة، وحاجتي إليه ملحة من أجل راحتي النفسية، ومن أجل مستقبلي فيما بعد، ودعوت الله كثيرا أن يحقق مطلبي، ولم أترك أي وقت من أوقات الاستجابة إلا ودعوت فيه الله.

هذا الأمر هام جدا، حتى أن الحياة تقف من أجله، لكن لم يستجب الله لي، أشعر أن الله لا يحبني وغير راض عني، مع أنني -والحمد لله- أقوم بجميع العبادات، أصلي صلواتي في أوقاتها، وأصوم، وأقرأ وردا من القرآن يوميا، فماذا علي أن أفعل حتى أطمئن؟ فأنا والله أخشى غضب الله، وأحتاج تحقيق مطلبي، أعرف أنه أمر دنيوي لا يستحق، لكنني أعاني والله من عدم تحقيقه، حتى أنني أصبت بالاكتئاب في الفترة الأخيرة، أتمنى أن أجد عندكم الحل، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- مجددا في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك التوفيق والسداد وطيب العيش، وأن يحقق الله تعالى لك كل ما تتمنين وتريدين، نحن أولا نشكر اهتمامك -أيتها البنت الكريمة- وحرصك على رضوان الله تعالى، وبلوغ محبته، وهذا عمل جليل تقومين به، ونحن على ثقة بأن الله تعالى لن يخذلك، بل سيتولى أمرك ويوفقك، فإنه سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا.

محبة الله -أيتها البنت الكريمة- طريقها سهل واضح، بينه الله تعالى أتم بيان في كتابه العزيز، وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-الصحيحة، فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي :"ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه"، بعد أن قال:" وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه"، فهذه هي الطريقة الموصلة إلى رضوان الله تعالى، وإلى محبته والاشتغال بطاعته سبحانه وتعالى، بأداء الفرائض واجتناب المحرمات، هذا أولا.

ثم بعد ذلك الإكثار ما استطاع الإنسان من نوافل الأعمال، كما قال الله:" ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه"، ووعد الله تعالى صادق لا يتخلف، فمن تقرب إلى الله تعالى بصدق وإخلاص لا يريد بذلك إلا وجه الله تعالى وثوابه، فإن الله تعالى سيحبه، فإنه يحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب المحسنين، والآيات كثيرة في القرآن الكريم في إثبات محبة الله تعالى لمن اتصفوا بأوصاف.

فاحرصي -بارك الله فيك- على تحقيق هذه الأوصاف ما استطعت، وأكثري من التقرب إلى الله تعالى بنوافل الأعمال، تبلغين محبته -بإذن الله-، وأحسني ظنك بالله أنه لا يضيع عملك، وأنه سيتقبل منك، وأنه أهل للكرم والجود والعفو والمغفرة والتجاوز، فإن حسن الظن بالله تعالى عبادة جليلة هي من أحب العبادات إلى الله تعالى، وأقربها إليه، كما قال سبحانه في الحديث القدسي:" أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء"، فاحذري من أن يتسلل الشيطان إلى قلبك فيغرس فيه اليأس من رحمة الله، والقنوط من فضل الله، فيحرمك التعبد لله بهذه العبادة العظيمة.

وأما ما تتمنين تحقيقه من أغراضك الدنيوية، فإن ذالك ليس بعزيز على الله تعالى، فإنه على كل شيء قدير، فخذي بأسبابه وأكثري من دعاء الله تعالى أن يحققه لك، إن كان فيه الخير لك، ونصيحتنا لك إن أردت أن تعيشي حياة مطمئنة راضية هنيئة، أن تفوضي الأمور إلى الله تعالى في الاختيار، فإذا رأيت أن الأمر فيه خير لك، فلا حرج عليك في أن تأخذي بأسبابه، وتدعي الله تعالى سبحانه بأن يرزقك إياه وييسره لك، ولكن مع هذا كله اجعلي قلبك معلقا بالله تعالى، راضيا بما يختاره الله، فإن الإنسان قد يختار الشيء ويحرص عليه ظانا أن فيه الخير، والله يعلم أن الخير في سواه، فما يختاره الله تعالى لك خير مما تختارينه أنت لنفسك، فقد قال الله تعالى:"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون"، فارض بما يقضيه الله تعالى لك ويختاره، واعلمي أن عبادتك من الدعاء ونحوها، لا تضيع، بل يثيبك الله تعالى عليها عاجلا أو آجلا.

نسأل الله تعالى أن يمن عليك بكل خير وييسره لك.

مواد ذات صلة

الاستشارات