كيف أتصرف وقد رأيت شخصاً له منزلة يشيع المنكر بين الناس؟

0 184

السؤال

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

رأيت منكرا من شخص، وهذا الشخص على منزلة بين الناس، وكان يقول به أمام الناس، فهل أنكر عليه قوله هو لوحده، حتى لا أحط من قدره ومنزلته، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (انزلوا الناس منازلهم)؟ ولكنني حينما أفكر بالأمر أردد في نفسي بأنه ربما تأثر بكلامه أحد، فيجب أن أنكر عليه أمام الناس، حتى وإن حط هذا الإنكار من قدره، أي الطريقتين أفضل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن فرج الجهني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك أولا حرصك على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا من علامات الإيمان، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))، فكل ما قويت رغبة الإنسان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دل ذلك بإذن الله تعالى على أن إيمانه في قوه، وينبغي للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يتأدب بالآداب التي أدبه بها الله تعالى، وحثه عليها رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، حتى يؤتي إنكاره أكله، ويثمر الثمرة الصالحة المرجوة ومن ذلك، الحكمة بالأمر في المعروف، والنهي عن المنكر، وتقدير المصالح والمفاسد، فإن من شروط إنكار المنكر ألا يؤدي إلى منكر أعظم منه، ونحو ذلك من الآداب المهمة التي هي -بإذن الله تعالى- سبب لإثمار هذه العبادة العظيمة الثمرة الصالحة.

وما سألت عنه -أيتها الأخت العزيزة والبنت الكريمة- من الإنكار على من يفعل المنكر أو يقول منكرا، وإن كان من وجهاء الناس،
فجوابه أن هذا موضع من مواضع الإنكار، وعلى المنكر أن يتوخى المصلحة، فإن رأى أن هذا المنكر قد أعلن وشاع، وسمعه بعض الناس، ويخاف عليهم أن يعتقدوه جائزا أو مشروعا، أو يتهاون فيه، لأنه لم ينكره أحد أو نحو ذلك، فإن المصلحة الشرعية في هذه الحالة تقتضي الإنكار علانية، حتى يعلم الناس أن هذا منكرا، أما من يفعل المعصية سرا، أو لم يتأثر بها أحدا من الناس، فالأولى الرفق به، ونصحه سرا.

وأما ما ذكرته من كون الإنكار على الشخص قد يحط من قدره، فهذا ليس بإطلاقه، فإن كل أحد يمكن أن يقول الخطأ أو أن يفعل الخطأ، وينبغي له إن أنكر عليه أن يقر بخطئه، وأن يعترف به، وعلى كل تقدير فمجرد بيان الخطأ والمنكر دون التبكيت والازدراء والتحقير لمن فعل المنكر، لا يؤدي إلى هذا المحظور، ولا يحط من قدر أحد، وصيانة الدين وحمايته مصلحة مقدمة على مجرد رعاية أقدار الناس، ما دام يخشى على الناس الافتتان بهذا المنكر، وظنه سائغا وجائزا، فإن ذلك يعين إنكاره جهرا، مع حسن الأدب مع من يستحق التأدب معه من أهل الجاه والقدر ونحو ذلك.

نسأل الله تعالى أن يبصرك بالخير ويعينك عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات